طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
لم يؤدِّ تدمير الجسور الأربعة التي قصفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على طول الطريق الدولي الذي يربط بين طرابلس وبيروت الى قطع أوصال المناطق اللبنانية فحسب، بل خلّف تداعيات اقتصادية واجتماعية صعبة.
السائقون العموميون الذين يعملون على خطّ طرابلس ـــ بيروت هم إحدى الفئات التي تعرضت إلى أضرار وتداعيات هذا العدوان، فـ«عملهم تضرّر بنسبة تصل الى حدود 90 في المئة»، حسب قول أبو فادي، المسؤول عن «كاراج» الساعة في ساحة التل وسط طرابلس.
مشهد السيارات العمومية والفانات والباصات المتوقفة أمام «الكاراجات» في ساحة التلّ وجوارها، وعند مدخل طرابلس الجنوبي قرب السرايا، يدلّ على حجم الشلل الذي أصاب هذا القطاع الذي تعتاش منه مئات العائلات. حتى إنّ الصراخ الذي كان يعمّ المكان، وعبارة «بيروت .. بيروت»، التي كان يطلقها عاملون في الكاراجات، بهدف التنافس وجذب الركاب، غابت بصورة تامة.
يشير أبو فادي الى أن «السائقين يعانون صعوبة كبيرة في الوصول الى بيروت. فالمسافة التي تبلغ 85 كيلومتراً بين طرابلس والعاصمة، والتي كان يقطعها السائق سابقاً بنحو ساعة، باتت اليوم تحتاج الى نحو أربع ساعات على الأقل، بسبب التحويلات باتجاه الطرقات الفرعية بعد ضرب الجسور على الطرقات الدولية». ولفت الى أن «التحويلتين عند جسري حالات والفيدار المدمّرين، يستغرق تجاوزهما، وحدهما، أكثــــــــــــــر من ساعتين ونصف».
ويوضح أبو فادي أن «هذا الأمر رتّب مصروفاً أكبر في البنزين على السائقين، مما دفعنا الى رفع تعرفة أجرة الراكب من خمسة آلاف الى سبعة آلاف ليرة»، لافتاً الى أنه «في أيام الحرب، كان أكثر من 60 في المئة من عملنا مقتصراً على إيصال الخدم والعمال الأجانب الى سفارات دولهم في بيروت» .
يضيف: «قبل الحرب كانت أكثر من 60 سيارة تنزل كل يوم من كاراجنا الى بيروت. الآن بالكاد تنزل عشر سيارات، مما يعني أن السائق عليه أن ينتظر بين خمسة أيام الى أسبوع حتى يأتي دوره».
محمد حرّوق، سائق يعمل على خطّ على طرابلس ـــ بيروت، شرح معاناة السائقين، فلفت الى أن «الطريق الضيق في منطقة جبيل حوّل مشوارنا الى بيروت إلى معاناة حقيقية، وخصوصاً أن مئات السيارات مصطفة في تلك المنطقة إلى جانبي الطريق قرب المنتجعات السياحية، الأمر الذي أدّى الى وقوع مشاكل عدة بين السائقين حول أفضلية المرور».