أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أنّ أيّ سلاح لحزب الله «لم يصادر». وقال إن التجربة أثبتت أن «لا شيء يحدّ من عمل المقاومة.أمال ناصر

لا يخفي نائب بعلبك ـ الهرمل حسين الحاج حسن ابتسامته في كل مرة تتوجّه إليه بسؤال يحمل في طيّاته استفساراً عن إمكان أن يكون مستقبل عمل المقاومة مهدداً.,!--لاقثشن--. ويرى في دعوة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى الاستقالة، كما فعل الرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967، كلاماً «لا يستدعي الردّ لأننا منتصرون بشهادة العدو قبل الصديقورداً على إعلان رئيس الحكومة مصادرة أسلحة للمقاومة، قال: «لا داعي أن يطلق أحد من المسؤولين اللبنانيين تصريحات وكأنه يريد إرسال رسائل إلى الخارج. لم يُصادر سلاح ولا داعي لإرسال رسائل إلى الخارج». وهل يؤثر نشر القوات الدولية على الحدود في عمليات المقاومة لتحرير مزارع شبعا، أكد أن «حزب الله أعلن عن نفسه قوة دفاعية وليس هجومية. ومزارع شبعا ستعود إلى لبنان. والتجربة أثبتت أن لا شيء يحدّ من عمل المقاومة».
  • هلع أكثري
    وعن مخاطبة السنيورة لمن يريد تغيير الحكومة بأن «يخيّط بغير هالمسلّة»، يتساءل الحاج حسن: «لا أفهم هذا الهلع الذي أصاب فريق الأكثرية من فكرة تأليف حكومة وحدة وطنية. الرئيس السنيورة وفريقه نسوا أننا ندعو إلى حكومة وحدة وطنية، ولم نتحدث عن إسقاط الحكومة أو إبعاد أي فريق عن الحكومة، وهذا تطبيق للطائف. ولكن يبدو أن نهج الاستئثار بالحكم مستمر، وهذا خطأ. نحن دعونا قبل الحرب وندعو بعد الحرب الى تأليف حكومة وحدة وطنية لأن هناك تيارات أساسية مثل التيّار الوطني الحر غير ممثّلين في الحكومة»، مشيراً إلى أن «المسيحيين الموجودين داخل الحكومة لا يملكون قواعد شعبية».
    وعن بقاء الحكومة بتركيبتها الحالية، قال: «نتحدث عن حكومة وحدة وطنية، سيبقون فيها، ولكنها لن تبقى بتركيبتها الحالية».
    وماذا، لو استمر رفض التغيير الحكومي؟ يؤكد أن «الحزب متمسك بحكومة وحدة وطنية تضم الجميع، وإذا رفض هؤلاء واختاروا غير ما ندعو إليه من الحوار والتفاهم والنقاش، سنقوم بواجبنا في الدفاع عن أفكارنا وجماهيرنا وخياراتنا. نقرر الخطوات اللازمة والمناسبة في الشكل والتوقيت المناسبين. من يدعو إلى حكومة وحدة وطنية حريص على الوحدة، ومن يرفضها عليه أن يقدم البديل حتى لا نصل إلى مرحلة يصبح فيها كل فريق متمترساً خلف مواقفه ويبدأ التراشق».
    وعما إذا كان الحزب سيتخذ خطوات عملية لتأليف حكومة وحدة وطنية، أكد «أننا متمسكون بحكومة وحدة وطنية والحزب لا يُطلق هذا الموقف للاستهلاك».
  • مزايدات
    ورداً على اتهام الرئيس السنيورة الدّاعين الى التغيير الحكومي بـ«المزايدات»، قال: «لا أحد يمارس المزايدات، والرئيس السنيورة في مؤتمره الصحافي كان متوتراً زيادة عن اللزوم. وأنصحه بمزيد من الهدوء. ونعرف كيف نتحمل مسؤولياتنا، وندعو الحكومة الى تحمل مسؤولياتها».
    وعن استمرار الحزب بالمشاركة في الحكومة، قال الحاج حسن: «نحن في الحكومة ولم نقرّر الخروج منها. لكننا نصرّ على رأينا ونراه الرأي الأصوب والأسلم والأصح بتأليف حكومة وحدة وطنية. فليقبلوا بالمبدأ لنناقش الآلية».
  • تقدير لعون
    لا يخفي الحاج حسن تقدير الحزب لمواقف رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون «الوطنية الرائعة» خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، «وهي دليل على مدى صدقيته»، مؤكداً أن العلاقة مع التيار الوطني الحر «ارتقت وترتقي» في اتجاه التحالف.
    هل ستلاقون الجنرال في الشارع؟ يجيب الحاج حسن: «لم نقرر ذلك بعد. الاتصالات والأيام المقبلة تقرر ذلك، نحن نواب حزبيون ولا نعطي آراء شخصية. هذه الأمور نناقشها داخل الحزب، وعلى أساسها نتخذ القرار المناسب». ثم يجدد التأكيد على ضرورة «أن نصل الى حكومة وحدة وطنية. هناك استحقاقات سياسية واقتصادية وأمنية وإعمارية كبيرة أمام البلد تستحق أن تؤلف حكومة وحدة وطنية كي تتصدى لها. هذه الأكثرية توترت من فكرة منطقية ووطنية في شكل غير مسبوق».
    وعما يتردد عن وجود أدلة ووثائق لدى حزب الله حول تورط البعض في الداخل في العدوان الاسرائيلي الأخير يجيب أن «هناك مواقف سياسية أطلقت خلال العدوان الإسرائيلي أمام جميع اللبنانيين والعالم، وأعتقد أن أصحابها تراجعوا عنها. هذا لا يعني أن الناس نسوا، ولكننا لا نريد أن نوتر الأجواء»، معتبراً «أن لا حاجة إلى الوثائق عندما نسمع تصريحات في وسائل الإعلام تلاقي في شكل أو آخر الأهداف الأميركية ــ الإسرائيلية حول موضوع المقاومة والسلاح والمحاسبة. الناس لم ينسوا، وحزب الله لا يريد أن ينكأ الجراح».
  • سجالات
    هل تراجع حزب الله عن قراره بعدم الدخول في سجالات مع منتقديه؟ يقول: «اذا لم نسمع من أحد تجريحاً فلا داعي للرد عليه بقسوة، أما عندما نسمع تجريحاً وتشكيكاً واتهامات وكلاماً لا يطاق، فلا بد من جواب. هناك أفرقاء أساؤوا إلينا بقسوة أثناء الحرب، ولاقت مواقفهم مواقف الأعداء من حيث يدرون أو لا يدرون، وبعضهم جرح مشاعر الجمهور المؤيد للمقاومة باختياره توقيتاً غير مناسب لإطلاق تصريحاته».
    يؤكد الحاج حسن أنه «ليست هناك اتصالات مباشرة حالياً بين السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري إلا في الحد الأدنى». وهل من لقاء قريب بينهما؟ يجيب: «لست أنا من يقرر حصول هذا اللقاء، وخصوصاً في ظروف السيد حسن الأمنية الحالية». وعن عتب السيد نصر الله على مواقف الحريري أثناء الحرب، قال: «لم يكن النائب سعد الحريري يحتاج الى إطلاق بعض المواقف التي أطلقها في بداية العدوان الاسرائيلي».
    أما كلام الحريري عن أن الحكومة هي التي أوقفت العدوان الاسرائيلي، فـ«كل العالم، حتى العدو الاسرائيلي، يعرف أن الذي أوقف العدوان هو صمود المقاومة. والحكومة لاقت هذا الصمود بعد تعثر في مواقفها».
    وعن تأكيد الحريري أن الحكومة باقية، قال «لم نقل إننا نريد اسقاط الحكومة الآن، واذا كان فريق الاكثرية لا يريد حكومة وحدة وطـــنية فسنـــقوم بدورنا، وبكل ما نراه مناسباً وضرورياً للوصول الى الغاية المرجوة».
    وتحدث الحاج حسن عن حصيلة العمل الحكومي لإزالة آثار العدوان، فأكد أن دور الحكومة في إعادة الإعمار «اقتصر على إصدار القرارات، إذ حرّكت آلياتها متأخرة بعد أسبوع من وقف اطلاق النار. وقررت أن تدفع للبيوت المتضررة والمهدمة، ولكنها لم تدفع شيئاً. هناك مسؤوليات أمام الحكومة تتعلق بالقطاع الزراعي والصناعي والتجاري والسياحي وغيرها. نحن لا نريد سجالاً حول موضوع الإعمار، ولكن لا داعي لإغفال دور الآخرين. لا نريد إغفال الحكومة، والحكومة لا تستطيع إغفال دورنا».
    وشدد على ضرورة أن تعوض الحكومة على المؤسسات والمصانع التي تهدمت أو تضررت. وعن إمكانية أن يعوض الحزب على هؤلاء إذا لم تفعل الدولة، قال «نحن نحب أن نعلن عندما نبدأ بالدفع المباشر».