أكّد وزير الخارجية فوزي صلوخ لـ “الأخبار” أنه أعدّ اقتراحاً بشأن التشكيلات الدبلوماسية وسوف يعرضها على كبار المسؤولين قبل احالتها الى مجلس الوزراء. وأكّد أن مشروع التشكيلات الذي يفكر فيه يأخذ بالحساب الحاجة الى تعيين سفراء من خارج الملاك وخصوصاً من الطائفة السنية لوجود نقص. لكنه يسعى الى حفظ السلة المعمول بها حالياً لناحية التوزع الطائفي والمذهبي على السفارات في الخارج.وكان مشروع التشكيلات قد توقف مراراً بسبب خلافات على الوجهة المفترضة، لا سيما أن فريق الاكثرية عرض قبل مدة مشروعاً لتعديلات تطيح عدداً كبيراً من الدبلوماسيين الذين صنّفهم النائب وليد جنبلاط بأنهم “امتداد لدبلوماسية الوصاية السورية”. وبحسب مصادر معنية، فإن البحث يتركز على ادخال اربعة سفراء من الطائفة السنية من خارج الملاك يرشحهم تيار “المستقبل”، وعلى ترفيع اربعة دبلوماسيين من الطوائف المسيحية الى رتبة سفير.
وبعد الانتهاء من بت هذا الجانب، سوف يصار الى الدخول في البحث في توزيعهم على السفارات والمواقع الشاغرة. ويبدو أن الامر سيكون رهن معارك المحاصصة التقليدية التي عرفتها البلاد في مناسبات مشابهة.
وكان الموضوع محل بحث في جلسة مجلس النواب امس، وقال النائب غسان مخيبر: “هناك تساؤلات عن الفراغ الدبلوماسي. في مجلس الامن اضطر لبنان إلى أن يرسل وزير الثقافة، وإذا لم يكن لدينا سفير في واشنطن او في الامم المتحدة فهذا امر خطير، ونتمنى اصدار توصية للحكومة بتعيين السفراء في هذه الاماكن، وعلينا أن نناقش هذا الموضوع”.
وعقّب الرئيس نبيه بري بالقول: “هذا الموضوع اكثر من مهمّ وحساس، تكلمت مع رئيس الحكومة ومع المعنيين منذ فترة طويلة، وما قدمته هو نموذج بسيط، فهناك مثلاً الأمين العام لوزارة الخارجية، وسفراء: واشنطن، الامم المتحدة، لندن، طوكيو، الاونيسكو، القاهرة، الرياض، الجامعة العربية. هذه نماذج لعشرين مركزاً، وهناك تفريغ للبنان ،الآن اقول نحاول تسهيل صدور هذه التشكيلات”.
وردّ صلوخ بالقول إنه عمل منذ توليه حقيبة الوزارة على ملء هذه الشواغر “لكن ظروفاً قاسية حالت دون ذلك حتى وصلنا الى هذه النهاية”. وقال: “اؤكد أن وزارة الخارجية والمغتربين ستنهي حركة التشكيلات الدبلوماسية في مهلة يومين حدّاً أقصى وسأسلّمها الى المسؤولين الذين عليهم أن يدرسوها ويتخذوا القرار المناسب”.