الجنوب- كامل جابر
وصلت إلى مدينة صور طلائع الكتيبة الإيطالية التي ستشارك في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، بعدما أنزلت ثلاث سفن حربية إيطالية، تواكبها فرقاطة وحاملة طائرات، نحو 880 عسكرياً وضابطاً، قرب «استراحة صور السياحية» بواسطة الطوافات الحربية والزوارق المطاطية. كما أنزل العتاد العسكري والآليات في مرفأ الناقورة، بعدما تعذّر إنزالها عند شاطئ صور بسبب ارتفاع الموج.
عملية الإنزال استمرت ساعات، من الثامنة صباحاً وحتى قرابة الرابعة، وتمّت على دفعات، بإشراف الناطق الرسمي باسم البحرية الإيطالية النقيب فرديريكو ماريني وعدد من كبار الضباط الإيطاليين والدوليين. ورأى ماريني «أن المشاركة الايطالية في إطار اليونيفيل ليست الأولى. فنحن مشاركون في هذه القوة الدولية منذ عام 1978 بوحدة جوية، وإن علاقتنا بلبنان على مستوى عمليات حفظ السلام ليست جديدة، وشراكتنا به على مستوى دول البحر المتوسط قديمة قدم التاريخ».
أمّا المسؤول عن عملية الإنزال الكولونيل غوريسي، فأشار إلى «أنّ عدد القوة الإيطالية التي وصلت اليوم (السبت) يبلغ 800 ضابط وجندي، من أصل كتيبة قوامها 2500 ضابط وجندي ايطالي سيصلون تباعاً الى صور لينتشروا في منطقة جنوبي الليطاني، وتحديداً الى الشرق من مدينة صور». وأوضح أن «الجنود الإيطاليين باشروا مهماتهم رسمياً يوم السبت تحت إشراف القيادة الدولية في الناقورة، بانتظار وصول الآليات والمعدّات الثقيلة، التي تصل عبر مرفأ بيروت ومنه برّاً الى صور». ولفت إلى أنه «وبانتظار وصول الدفعات الاخرى خلال الايام المقبلة سنعتمد على التسهيلات التي ستقدمها لنا القوات الدولية الموجودة الآن».
وأضاف ردّاً على سؤال: «إن هذه العملية تجري طبيعياً، ولا أتوقّع أيّ أمر سلبي، لأننا لسنا غُزاة، بل دعاة سلام ومحبة ومساعدون للشرعية اللبنانية في المحافظة على الأمن والاستقرار».
وتوقع القائد العام لقوات الـ«يونيفيل» الجنرال الفرنسي ألان بيلليغريني، الذي واكب عملية إنزال القوات الإيطالية، وصول خمسة آلاف جندي دولي خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال: «إن مهمتنا هي مساندة الجيش اللبناني في بسط الامن والاستقرار في المنطقة»، مشيراً الى أن «نزع سلاح حزب الله ليس من مهمة قوات الطوارئ». وأضاف: «إنّ قوة الـ«يونيفيل» القديمة ماتت، وهناك قوات جديدة»، مؤكّداً أنّ خمسة عشر ألف جندي دولي عدد كاف في الجنوب لمساندة الجيش اللبناني».
ويمثّل عدد القوة الإيطالية الواصلة إلى مدينة صور ثلث الكتيبة التي ستنتشر في مناطقها. وتوجهت هذه القوة مباشرة الى منطقة جبل مارون الواقع بين بلدتي برج قلاويه (بنت جبيل) وصريفا (صور) لتتمركز في المقر الذي كانت تشغله في وقت سابق الكتيبة الفنلندية التي غادرت الجنوب بعد التحرير في أيار 2000. ومن المقرّر أن تنتشر بعد ذلك في المنطقة الواقعة بين رأس العين جنوب صور والليطاني جنوبي القاسمية، متخذة من بلدات منطقة صور الساحلية بقعة لانتشارها.
وتشارك ايطاليا منذ عام 1978 في إطار قوات حفظ السلام الـ«يونيفيل» في الجنوب. ويتولّى خمسون عسكرياً إيطالياً مهمة الطيران في اليونيفيل ويتخذون من مقر قيادة الطوارئ في الناقورة مقراً لهم.
في هذا الوقت، توقع السفير الايطالي في لبنان فرانكو مستيريتا، أن تبدأ إسرائيل برفع الحصار البري والجوي والبحري مع استكمال تنفيذ تطبيق القرار الدولي 1701، مشيراً الى أن استمراره يؤدي الى إيجاد مشاكل كثيرة للبنان. وأكّد أن «مشاركة ايطاليا في قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» في الجنوب تعبير واضح عن احترام قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1701، وإن بدء انتشار القوات الايطالية سيسمح للقوات الاسرائيلية بالانسحاب».
ووصف مستيريتا خلال جولة ميدانية في الجنوب، تفقّد خلالها عملية وصول القوات الايطالية الى صور وانتشارها في المنطقة «الاوضاع في المناطق الجنوبية بالصعبة، وقد اطّلعنا على مشاهد الدمار والخراب التي حلّت بالقرى والبلدات الجنوبية او على الطرقات المؤدية اليها وخصوصاً الجسور، التي تحتاج الى جهود كبيرة لإعادة البناء والإعمار».
وأوضح أنّ «الحكومة الإيطالية تقدّم اليوم مساعدات عسكرية وطبية، ونحن نتعاون مع لبنان منذ عام 1983، في مختلف المجالات، خصوصاً الزراعية والصحية، والآن في قطاع البناء، آملا أن تستكمل إسرائيل انسحابها من الجنوب مع تنفيذ انتشار القوات الدولية وصولاً الى رفع الحصار البري والجوي والبحري، لأنّ استمراره يؤدي الى مشاكل اقتصادية واجتماعية عدة للبنان».