النبطيّة ــــ كارولين صبّاح
شيّعت المقاومة الإسلامية وأهالي بلدة عدشيت (النبطيّة) الشهيد المقاوم علي محمود صالح (بلال) الذي قضى في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقد نُقل جثمان الشهيد صباحاً في سيارة إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية من براد مستشفى الشيخ راغب حرب في تول، في موكب سيّار حاشد إلى بلدته عدشيت، حيث كان في استقباله، عند مدخلها الشرقي، مئات المواطنين الذين انتظموا في مسيرة حاشدة، تقدمتها الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي، وحملة الأعلام اللبنانية ورايات «حزب الله» وصور قادة المقاومة وشهدائهاشارك في التشييع وزير الطاقة والمياه محمد فنيش، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ممثل الأمين العام للحزب الشيخ علي جابر، رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك، النائب السابق نزيه منصور وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية وشخصيات وعلماء دين وفاعليات. وحُمل الجثمان على أكف المشيعين الذين جابوا الشوارع الرئيسية للبلدة وسط هتافات «الموت لأميركا وإسرائيل»، وصرخات الوفاء للمقاومة والدعاء للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله». ونثرت النسوة الأرزّ والورود على النعش، وبينهنّ زهراء ابنة الشهيد البالغة من العمر ثمانية أعوام، التي كانت تحمل صورة والدها.
الوزير فنيش، لدى وصول موكب التشييع إلى باحة النادي الحسيني، ألقى كلمة «حزب الله» فقال: «هذا الشهيد المميز وإخوانه من صائدي الدبابات، هم من حوّلوا دبابة الميركافا الى لعبة، وهو من حوّل سلاح المدرعات الى دمى متحركة وقبور متحركة، سيرته وبطولته هما اللتان كتبتا لنا صفحة المجد. الانتصارات لا تأتي من فراغ ولا تأتي من دون أثمان، هؤلاء المقاومون الذين تزلزلت الأرض ولم تتزلزل أقدامهم، وكادت الجبال أن تتحرك، ولم يتحركوا ولم يتراجعوا، هؤلاء هم رجال الوعد الصادق».
أضاف: «أراد العدوان تغيير المعادلة وإعادة الاعتبار الى دور جيشه كقوة رادعة وعصا غليظة، لكنّ رهانه ومشروعه أصيبا بانتكاسة لن يقوما منها على أيدي هؤلاء الأبطال، ولقد خرج العدو وقوته أكثر انهياراً، معنوياته في الحضيض، والمعادلة لا تزال كما هي: مقاومة شامخة أبية بالمرصاد لأي عدوان؛ مقاومة لا تزال يدها على السلاح والصواريخ في مواجهة أي تفكير أو مغامرة إسرائيلية؛ المعادلة هي نفسها ما دام هناك أرض تحت الاحتلال، فهناك مقاومة تمارس حقاً مشروعاً وواجباً وطنياً، ولن يكون هناك أي تخلّ عن دورها. لقد أراد العدو كما أرادت معه الإدارة الأميركية أن ترسم من خلال دماء أهلنا، ومن خلال تدمير قرانا ملامح ما سمّته الشرق الأوسط الجديد، وأراد المقاومون أن يرسموا ملامح بناء أمة وبناء وطن، فكان للمقاومين ما أرادوا لأن إرادتهم من إرادة الله ولأن عزمهم كان أقوى، ولأن بأسهم كان أشد ولأنهم هم من عرفوا الأرض والتصقوا بها فاستطاعوا أن يهزموا مشروع الإدارة الاميركية في المنطقة».
وختم: «لم يكن هدف العدوان الصهيوني تحرير الأسيرين، بل كان هناك مشروع هدفه إعادة الاعتبار الى دور الكيان الصهيوني في المنطقة وإعادة الاعتبار الى الجيش الذي لا يُقهر وإعادة الاعتبار الى العصا الغليظة لتكون الإدارة الأميركية حاضرة للانسحاب من العراق وأفغانستان، وتقوم إسرائيل بالدور الذي كان الجيش الأميركي يريد القيام به. لكن بعد هذه الحرب وبعدما واجه هؤلاء الشهداء الأبطال هذه الحرب ومعهم أهلهم وشعبهم، خرج العدو يجر أذيال الخيبة وأُحبط مشروع ما يسمى الشرق الأوسط الجديد».
بعد ذلك أمّ مسؤول الوحدة الاجتماعية المركزية في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد الصلاة على الجثمان ليوارى في الثرى في جبانة البلدة.