عمر نشابة
صدر عن رئيس الجمهورية اللبنانية وبتوقيع رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والعدل والداخلية في 4 تشرين الأول 2002 المرسوم رقم 8800 الذي يسمح لمندوب الصليب الأحمر اللبناني بزيارة السجون اللبنانية ومقابلة السجناء. لكن ذلك المرسوم لم يطبّق إذ لم يسمح بعد للصليب الأحمر بزيارة السجون التابعة لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني. إن عدم السماح لمندوبي الصليب الأحمر الدولي بزيارة السجون التابعة لوزارة الدفاع في لبنان يشكّل مخالفة للقانون اللبناني وعقبة كبيرة أمام الجهود التي تبذل لتحسين أوضاع حقوق الإنسان. إن احترام حقوق الناس في لبنان يحصّن ويقوّي اللبنانيين ولا سيما بوجه إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي على نطاق واسع حيث يسجن ويعذب الآلاف الذين يتعرضون لأنواع مختلفة وقاسية من التعذيب. إن المرسوم 8800 عبّر عن رغبة رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء في فتح أبواب كلّ السجون أمام الصليب الأحمر الدولي ليتمكن من “تقويم أوضاع السجناء الجسدية والنفسية، وظروف سجنهم ومعاملتهم، الماضية والحاضرة، وأي مشكلة أخرى ذات طابع إنساني صرف”. (كما ورد في المرسوم 8800). ولا يجوز لأي شخص أو مصدر، في أي موقع كان، أن يعيد تفسير المعاني الواضحة الصادرة خطياً عن أعلى سلطة إجرائية في الدولة اللبنانية. وخاصة أن ذلك المرسوم صدر بالتوافق بين الرئيس إميل لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري. والسؤال اليوم هو نفسه الذي كان مطروحاً في السابق: لماذا لم يطبّق المرسوم رقم 8800 ويُسمح لبعثة الصليب الأحمر بزيارة السجون التابعة لوزارة الدفاع؟ هل يحق لأي من الضباط أو العسكريين مخالفة مرسوم جمهوري؟