لا استقبال رسمياً وفتفت يرحّب شرط عدم أخذ الإذن الإسرائيلي
أمال ناصر

عند الساعة الثالثة والربع، قبل الموعد المحدد لها بحوالى 20 دقيقة، حطت طائرة “ايرباص 320” في مطار رفيق الحريري الدولي وعلى متنها 142 راكباً من جنسيات لبنانية وخليجية وأوروبية، آتية من الدوحة مباشرة، بعدما رفضت المرور بمطار عمّان حيث تخضع الطائرات الآتية الى بيروت للتفتيش.
لم يكن في استقبال الطائرة اي مسؤول رسمي. لكن قاعة الانتظار كانت مزينة بورود وبالونات في انتظار الوافدين، فيما كان الاهالي المنتظرون واثقين بأن الطائرة ستحط بسلام لأن “الاسرائيلي أجبن من أن يقصفها”. غازي قشمر، جنوبي من بلدة الطيبة، يعمل في قطر منذ أربع سنوات، ولم يطأ ارض الوطن منذ سنة. تهدم منزله في المربع الامني في منطقة حارة حريك حيث تقيم عائلته المؤلفة من خمسة اشخاص. رفض المجيء الى لبنان على متن طائرة تخضع لـ “التفتيش المذلّ في عمّان.” وقال: “اسرائيل ارهابية، لكنها لا تستطيع أن تقصف الطائرة خوفاً من المقاومة، التي هي شرفنا، لا من الدولة التي لا تملك ما يردع الاسرائيلي”.
“ثقافة الاستشهاد” لم تعد حكراً على المقاومين. ايزيس حسون تؤكد أنها لم تخش أن يقصف الاسرائيلي الطائرة لأنها “ستموت شهيدة”. وهي رفضت ان تأتي على متن طائرة تحط في عمان: “أردت أن أتحدى اسرائيل لأننا منتصرون. انا ادعو للمقاومة وأبارك لها وللشعب اللبناني والعربي هذا النصرالعلامة الفارقة بين الركاب بريطانية محجبة عضو في “حزب الاحترام” الذي يتزعمه النائب المعارض جورج غالاوي، ايفون ريدلي. قالت إنها اتت الى لبنان “تضامناً مع شعبه والشعب الفلسطيني”. انهالت عليها الاسئلة من وسائل الإعلام بسبب ملامحها الغربية. بتردد حملت جواز سفرها الذي كان هدفاً للمصورين وقالت: “أشعر بالعار والخجل لأن (رئيس الوزراء البريطاني) طوني بلير شريك في الحرب وهو يتصرف كمساعد لـ (الرئيس الاميركي جورج) بوش، وقد حوّل بريطانيا إلى ولاية اميركية”. لا تتردد في وصف اسرائيل بـ “دولة الصهيونية الارهابية التي يجب محاكمتها على جرائمها في لبنان والعالم”. ولا تخشى من قصف اسرائيل للطائرة “لأننا لن ندع دولة الارهاب تُملي علينا ما يجب فعله. النصر لحزب الله. فلم الخوف من دولة مهزومة؟ فلتذهب اسرائيل الى الجحيم. نحن في بريطانيا فخورون بانتصار الحزب وإنجازه البطولي”.
وتضاربت المعلومات حول حصول الطائرة على موافقة اسرائيلية للهبوط، وإن كان الجانب القطري قد أكّد أن هذه الرحلة لن تأخذ الإذن الاسرائيلي. فقد نقلت وكالة “فرانس برس” نقلاً عن مصدر ديبلوماسي، إن الرحلة «نسّقت مع اسرائيل الاسبوع الماضي في اطار الممر الانساني” مستغرباً “الضجة التي اثارتها قطر”.
وعلق وزير الداخلية والبلديات بالوكالة أحمد فتفت على “الخرق” القطري، بالقول “مطلبنا أن يكون هناك خرق فعلي من دون اذن اسرائيلي ومن دون التعاطي مع الاسرائيلي. وحتى الآن لم نتبلغ أن إذناً اسرائيلياً أُخذ”، مضيفاً: “نشجع اي طائرة تحاول خرق الحصار، لكن من دون اذن اسرائيل، واذا حصلت على هذا الإذن فلا يعود الأمر خرقاً بل تأكيداً للحصار”.