strong>تفرّد العماد ميشال عون المتّهم «بالديكتاتورية العسكرية» في عقد «لقاء مصارحة ومكاشفة ومحاسبة» مع كوادر «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه. وقدّم جردة حساب، أوضح فيها المواقف وأجاب عن أسئلة العونيين حتى المحرجة منها

بعد النشيد الوطني، وكلمة الافتتاح التي ألقاها أمين سر التيار أنطوان مخيبر، تحدث العماد ميشال عون الذي رأى «أن ثمة أمراً غير منطقي في اتهام التيار بالتهيؤ لانقلاب عندما يطالب بتغيير حكومة الفساد واللاقرار، التي تلعثمت عندما وقعت الحرب وتواطأت في القرار الدولي». وسأل لماذا يستمر الحصار؟ مؤكداً «أن الهدف منه هو الضغط على الشعب اللبناني لقبول ما لم يستطع الإسرائيليون فرضه بالقرار 1701»، معلناً «أنه لا يبرئ الحكومة اللبنانية من القبول بالحصار».
وتوجّه إلى السفراء الموجودين في لبنان بالسؤال، إلى متى لا يحترمون اتفاقية فيينا، وإلى متى يتخطّون القوانين؟ وأكمل مخاطباً السفراء «القرار 1559 يتضمن بنداً يتعلق برئاسة الجمهورية. ونظمتم انتخابات، قلتم إنها حرة، ارتكبت فيها المعاصي لمصلحة الأكثرية وتمت بقانون سوري. فإذا اعتبرتم التمديد لرئيس الجمهورية قراراً سورياً، أقول لكم إن أكبر ضغط سوري مورس على لبنان هو قانون الألفين. ولا تتكلموا بالديموقراطية والأكثرية والأقلية، فالأكثرية مزورة. وأنتم تساعدون بمواقفكم تعطيل المؤسسات الدستورية ولا تتركون الديموقراطية تمشي ولا تسمحون للسلطة التي تريد بناء الدولة أن تتكون، فكيف ستبنى الدولة؟ كل عرض إيجابي منا يُردّ. نقول لهم إن الوضع الاجتماعي والسياسي لا يحتمل وسينفجر، فانتبه يا رئيس الحكومة، فنصبح انقلابيين. دعونا إلى حكومة وحدة وطنية لنتحمل سوياً مسؤولية المرحلة القادمة فرفضتم. أنتم متمحورون حول حل فيه غش وتزوير ومفاجآت غير سارة للبنان».
وانتقد عون المواقف المتأرجحة بين الربح والخسارة وهي «رهانات لا يمكن القيام بها على مستوى الوطن، اذ عليك أن تعيش مع الربح ومع الخسارة». وذكّر بقول المفكّر المسيحي ميشال شيحا، «من يحاول إلغاء طائفة من لبنان يحاول إلغاء لبنان». وأكد أنه «انطلاقاً من هذا المبدأ وضعنا في وثيقة التفاهم أن ديموقراطية لبنان توافقية. وقدمنا ذلك كمدخل لبناء الدولة، والآن بعدما وقعت الحرب سأبيّن لهم أنهم ارتكبوا جريمة بحق هذا التفاهم. أين الإيرانية في هذا التفاهم وأين السورنة؟ إنه تحدّ لهم ولدول العالم فليجدوا كلمة تدعو إلى السورنة أو ترجح كفة محور من المحاور».
ورأى عون، غامزاً من قناة الأكثرية مرة أخرى أن «المطالبة بنزع السلاح لم تعط جو الثقة الكامل، وتبين أن سبب الرفض ان حلاً آخر كان يتحضر، هو الحرب وقد وقعت». وسأل «أين وصلنا في الحرب؟ هل نفّذ القرار 1559؟ لقد عدنا إلى الحالة نفسها التي كانت قبل الحرب. لا يمكن لوم حزب الله لماذا دافع عن نفسه. فليلوموا العالم الذي لديه القدرة على التحليل وعلى الفهم، لماذا قام بهذه الحرب».
وكان عون قد أشار في بداية كلمته إلى ضرورة اللقاء بعد مرور أيام الحرب الصعبة، وتعرّض التيار للتجريح في مواقفه الوطنية. وأكد ضرورة القيام بمراجعة عامة «نحن وإياكم. أنتم مسؤولون على الأرض، ولربما أحرجتم ولم تجدوا الأجوبة لأنكم لا يمكن أن تعرفوا خلفيات الأحداث كلها». وشكر الكوادر على ما أبدوه من نشاط، وعلى المحبة التي تعاملوا بها مع النازحين، وعلى التزامهم المبادئ الوطنية والأخوة». مؤكداً «أنها أكبر لحمة لوحدتنا الوطنية. أنهينا لبنان المفتت إلى طوائف».
وطلب من الكوادر المغادرة أن يتخطوا مرحلة الشائعات الوسخة على الأرض. وأن يستذكروا مرحلة الحرب وما صدر فيها من شائعات، خصوصاً أن «هناك من يحاول حتى الآن خلق بعض القلق لتوليد احتكاكات معينة». وتمنى على اللبنانيين في بعض المناطق أن يبقوا على وعيهم. وحيّا الذين استشهدوا في الحرب والذين صمدوا والذين شاركوا بأضعف الإيمان في قلوبهم.
(الأخبار)