strong>كرّمت قوى الأمن الداخلي في سرايا صيدا صباح أمس الشهداء: عمر شحادة، شهاب عون، وسام حرب ونمر ياسين الذين استشهدوا في جريمة الانفجار في الرميلة، في وقت تتابع فيه الأجهزة المختصة التحقيقاتصيدا ـــ خالد الغربي
تابعت أمس القوى الأمنية والقضائية التحقيقات في عملية التفجير في الرميلة، التي استهدفت مساعد رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم سمير شحادة، والتي أدت الى اسشهاد أربعة عسكريين من جهاز المواكبة للمقدم شحادة، وجرح ثلاثة آخرين بينهم شحادة الذي أصيب إصابات طفيفة. وقد نقل شحادة ليل أوّل من أمس إلى أحد المستشفيات في العاصمة، لا لسبب طبي متعلّق بإصابته، بل كإجراء احترازي أمني.
وذكرت مصادر متابعة للتحقيق أن العبوة المستخدمة في التفجير قد تكون محلية الصنع وتعتمد على كمية كبيرة من المسامير والشظايا التي تنتشر بشكل كثيف لحظة الانفجار، ممّا يتيح تحقيق إصابات قاتلة. وأوقفت القوى الأمنية العديد من الأفراد للاستماع الى إفادتهم، منهم عدد من القاطنين في أحد المنازل القريبة، وهم عمال من جنسيات مختلفة ومعظمهم سوريون.
وأمس عاد شهداء قوى الأمن الداخلي الأربعة إلى سرايا صيدا الحكومية، لكن هذه المرة داخل نعوش حملها رفاق الدرب، ولفّها العلم اللبناني، قبل أن يتوزعوا الدروب المؤدية الى قراهم في رحلتهم الأخيرة الى مسقط الرأس.
فقد كرمت قوى الأمن شهداءها في تشييع وداعي أقيم صباحاً في باحة سرايا صيدا الحكومية واقتصر فيه الحضور على القوى الأمنية وعوائل الشهداء وبعض الموظفين من خارج السلك العسكري والأمني، اذ لم توجه دعوة عامة للمشاركة في مراسم الوداع وسط إجراءات أمنية وتدابير احترازية قضت بقطع بعض الطرقات والمنافذ، من مستشفى حمود حيث جثث الشهداء إلى السرايا الحكومية.
وفي انتظار وصول الجثامين، ساد ندب وانتحاب من نسرين عطية الزوجة الشابة التي فقدت أغلى الغوالي و«شريك الحياة بحلوها ومرها»، كما تقول عن فقدانها لزوجها الرقيب الأول شهاب عون. كذلك الأمر بالنسبة إلى والدته فاطمة قصب، التي علا صراخها «من وين بدي جيب مثلك». وفي الوقت عينه، كان بكاء شقيق الرقيب وسام حرب مزدوجاً، على شقيقه وعلى «رفاق السلاح». فهو أيضاً عنصر في قوى الأمن وفي عداد قوة المرافقة التابعة للمقدم شحادة. وقد أصر الشقيق على توديع الشهداء بعدما أحضرت النعوش وراح يقبلها متوقفاً أمام نعش الشهيد عمر شحادة قائلاً "يا عمر كنت تقول لنا امشوا إلى اليمين"... وكان والد الشهيد نمر ياسين بدموعه التي انهمرت بغزارة على وجهه يقول: «يجب ألا يضيع حق هؤلاء الشهداء». وبعد وصول النعوش التي أقلتها سيارات تابعة لقوى الأمن، وضعت على منصات حديدية في الباحة الخارجية للسرايا حيث جرت مراسم وداعية لدقائق معدودة ألقت خلالها ثلة عسكرية تحية السلاح فيما عزفت فرقة الموسيقى التابعة لقوى الأمن الداخلي نشيد الموتى ولحن التعظيم، فيما كان كبار الضباط يؤدون التحية. كما وضعت أكاليل زهر باسم المديرية العامة.
بعد ذلك جرى تسليم النعوش إلى الأهالي حيث أقلت سيارات الإسعاف جثث الشهداء، كل إلى بلدته. فنقل الشهيد شهاب عون الى كفرشوبا وشيّع في موكب رسمي وشعبي، تقدمه النائب قاسم هاشم الذي ألقى كلمة بالمناسبة.
وفي كفرحتى شيع الشهيد وسام حرب بمشاركة عدد من القيادات العسكرية والأمنية، وألقى ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي كلمة في النادي الحسيني أشاد فيها بمزايا الشهيد. وشيع الشهيد نمر ياسين في البرجين والشهيد عمر شحادة في شحيم بمشاركة ممثلين عن النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري.