الناقورة ــ كامل جابربنت جبيل ــ داني الأمين

سجل فجر أمس حركة انسحاب لجيش الاحتلال الإسرائيلي من العديد من القرى الواقعة شرقي الناقورة وشمالي شرقها، بعد احتلالها والتمركز في تلالها إبان فترة العدوان على لبنان وجنوبه؛ والقرى التي انسحب منها أو من خراجها هي: البياضة، شمع وقلعتها، مروحين، الظهيرة، البستان، وتلة الحردون. ولا تزال بعض قوات جيش الاحتلال تتمركز في خراج الناقورة وعلما الشعب. وبعد انسحاب جنود العدو من بلدة شمع، عاد إليها العديد من أبنائها، ليتفقدوا ما حلّ ببيوتهم، وخصوصاً تلك التي تمركز فيها جنود العدو أو دخلوا إليها، فضلاً عن العديد من البيوت التي دمرت بشكل كامل، أو تعرضت لأضرار جسيمة بسبب القصف المدفعي الذي خلف، فضلاً عن الأضرار، مئات القنابل العنقودية التي تشكل قلقاً مستمراً للأهالي يؤدي إلى تأخر عودتهم مع أطفالهم قبل أن تباشر الأجهزة المختصة والجيش اللبناني بإزالتها.
من جهة ثانية، بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بدأت جرافات العدو تعمل خارج الحدود، في أراضي بلدة رميش بهدف إقامة سواتر ترابية جديدة بعيدة عن الحدود، بعد قطع السياج الحدودي الذي يفصل بين رميش والأراضي المحتلة. ويبدو للعيان محاولة إسرائيلية لضمّ أراض جديدة إلى داخل حدودها، وخصوصاً أن الأراضي التي تعمل فيها الجرافات كانت موضوع خلاف وبحث أثناء ترسيم الحدود بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. ويتخوف أهالي رميش من أن يكون ذلك يهدف إلى استبدال جزء من أراضي البلدة بأراض أخرى ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان قد نمي اليهم ما يدعم تخوفهم هذا.
ويشير ابن بلدة رميش ليون العلم إلى أن الأراضي التي تعمل فيها الجرافات الإسرائيلية هي ملك له ولعائلته، وأن مساحتها بآلاف الأمتار، فهي كبيرة جداً ولا يستطيع تقدير حجمها الفعلي، وهو يراقب كل يوم بواسطة منظاره أعمال الجرافات في أراضيه، وقد بدا له أن هذه الأعمال ليست أعمالاً عسكرية، بل هدفها ضم الأراضي التي يملك جزءاً كبيراً منها، والتي تقع جنوب بلدة رميش مقابل مقر قوات «اليونيفل» هناك.