عاد مواطنو لبنان، مجدّداً، للشكوى من زحمة السير الخانقة، حتّى إنّ بعضهم يربط بينها وبين عدم تقيّده بقوانين السير. ردم الطرقات الناتج من قصف العدوان سبب رئيس لعودة «العجقة» إلى مجاريها السابقة، إضافة إلى إعادة فتح المحالّ التجارية وانتهاء فترة البطالة الموقّتة التي عانى منها البعض، قسراً.
كارل كوسا

في بعلبك، أفادنا مصدر أمني أنّ أكثر ما يتسبّب بالزحمة هو المنازل المدمّرة والشاحنات التي تعمل لإصلاح ما دُمر منها ومن طرقات وجسور وأرصفة، بالتعاون مع البلديّة. حتّى إن المواطنين يضطرون إلى سلوك أراضٍ زراعية اختصاراً للوقت. وما يزيد الطين بلّة عدم وجود إشارات ضوئيّة أساساً في بعلبك. لذا بوشر بتنفيذ خطّة سير مشتركة بين البلديّة ومفرزة السيرلا تشديدات تُفرض، اليوم، على مخالفات الميكانيك. تشمل العقوبات فقط السيّارات المتسبّبة بزحمة إضافيّة. بدورها، عاودت الشاحنات حركتها، بشكل طبيعي، بعد زوال كابوس استهدافها بصواريخ العدوّ. وعن حركة النقل العام، يفيد المصدر أن سائقي الـ25 ألف فان العاملة في المنطقة لا يعملون، بمعظمهم، أكثر من نصف نهار لتأمين «ربطة خبز» للعائلة، وذلك جرّاء ارتفاع سعر البنزين.
أمّا زحمة العاصمة فتحصيل حاصل لتداعيات العدوان في ضواحي بيروت، كما يشير أحد أفراد شرطة السير، رابطاً بين انخفاضها التدريجي والإسراع في تأهيل الطرقات وتركيب الجسور الموقّتة. ركن السيارات في أماكن ممنوعة مخالَفة متواصلة لا يمكن التغاضي عنها، وإلاّ أمست الشوارع كلها مواقف وسُدَّت بكاملها.
لمحمد، المواطن البيروتي الفائز للتوّ بـ«ضبط»، رأي مختلف: «عم بيزيدوها شوي»، مستدركاً «شوي كتير». فالسيارة جزء من عمل محمد، وعندما لا يجد «بعد كذا فتلة» مكاناً لإيقافها يُضطرّ إلى وضعها «صفّاً ثانياً»، مؤكّداً «حتى لو ضوّيت الفلاشر أوقات عم تاكلها». ويتساءل «شو بساوي يعني، بوقّف شغلي؟».
سائق سرفيس يجزم بأن تسعيرة الـ«1500» «حصار آخر علينا». فقد “خسّرتنا زبائن كثراً، بعد أن شلّت الحرب عملنا طوال شهر. يرحمونا ويرخصوا البنزين».
يصرّ صاحب درّاجة نارية على المشي عكس السير وعدم مراعاة القوانين «يحلّوا لنا قصة اختفاء الموتويّات المتفشية، وينظروا لنا بعين القانون لنعاملهم بالمثل».
في موازاة ذلك، التنسيق جارٍ بين بلدية الغبيري ووزارة الأشغال، كما يصرّح رئيس بلديّة الغبيري محمد سعيد الخنسا، من أجل فتح الطرقات وإزالة الردم والأبنية المتداعية، والمتسببة بزحمة سير خانقة في كل الضاحية. ومن المفترض أن تنتهي الإصلاحات، قبل بدء العام الدراسي المقبل. ذروة الزحمة تشهدها الشوارع التي تتقاطع وجسر المطار المنشطر، ليلاً ونهاراً، ريثما يجري إنشاء نفق تحت الجسر ضمن مخطّط مشروع النقل الحضري لبيروت الكبرى، بعد وصل موقّت للجسر. تسعى البلدية لتوفير أعداد إضافية من شرطة السير لتسهيل حركة المرور.
وتقوم بلديات الضاحية بدراسات مع شركة (itt) المتخصصة في شؤون السير، لإعادة تأهيل إشارات السير المتضررة كلياً، من خلال وضع نظام متكامل. ويشير أحد أفراد شرطة السير في الضاحية إلى أنّه لا يقوم بفرض عقوبات على المخالفين، كنوع من التضامن مع صمود الأهالي المستمرّ.