أخضعت ردود الفعل على النداء السابع للمطارنة الموارنة، بنود النداء وجمله وحتى ما غاب منه، لعملية تشريح انتقائية ــ بازلية، أعاد فيها البعض تركيب ما يوافقه للاشادة والتأييد، وأخذ آخرون ما يرونه مناسباً للتعليق وتسجيل المآخذ.وزير الصناعة بيار الجميل، رأى أن النداء «شكل محطة مفصلية في مرحلة ما بعد 14 آذار 2005، ووضع النقاط على الحروف في كثير من المسائل المطروحة في لبنان، ومن ابرزها أولوية مرجعية الدولة سلطة وحيدة تملك القرار الوطني وعدم جواز تفرد طائفة او جهة بقرار الحرب والسلم نيابة عن جميع اللبنانيين. وأضاء على الخلل الحاصل في موقع رئاسة الجمهورية وصفات الرئيس العتيد وضرورة مراعاة التوازن الطائفي الذي يرتكز عليه لبنان ودور المسيحيين في التركيبة القائمة».
ورداً على حديث النداء عن تغييب المسيحيين وموقع رئاسة الجمهورية، قال رئيس حركة الشعب نجاح واكيم ان «من يهمّش موقع الرئاسة هو مقاطعة رئيس الجمهورية الوطني؟ فيما الذين كان يحتضنهم أصحاب المطارنة الموارنة لا يشرّفون. قبل إميل لحود كانوا ايضا يشتكون من تهميش سوريا للمسيحيين، اليوم سوريا في الخارج فلماذا يهمش المسيحيون؟ لو كان رئيس الجمهورية يسرق مثل الآخرين لما قاطعوه. قبل ان يشكو المطارنة الموارنة فالناس يشكون منهم ومن الدور الذي يؤدونه».
ورأى من جهة أخرى ان «ارسال قوة متعددة الجنسية الى لبنان هو لوضع لبنان تحت الوصاية ولا يتعلق الامر فقط بانتهاك السيادة. وهذا ما تنفذه الحكومة بتواطؤ واضح مع اعداء لبنان».
وأوضح واكيم ان الصحف الاسرائيلية هي التي تتحدث عنه كيف جرى تواطؤ بين قوى مشاركة في هذه الحكومة وهي قوى الاكثرية. وهي قوى كانت عمل وفق «ريموت كونترول» اميركي- اسرائيلي وجرت اتصالات مع العدو الاسرائيلي اثناء الاجتياح الاسرائيلي». ورأى انه «لا يمكن انقاذ لبنان من طريق حكومة معظمها تواطأ مع العدو. واليوم عندما يتحدث البعض عن حكومة وفاق وطني او اتحاد وطني يجب ان يكون امر واضح».
وقال: «هذا لا يعني ان تأتي حكومة تجمع بين الذين دافعوا عن الوطن بمختلف مواقفه والذين تآمروا على الوطن. المطلوب حكومة وطنية تتمثل بها كل القوى الوطنية ولا يمكن الا ان تكون حكومة لبنان الذي يواجه عدوانا مستمرا، العدوان الاسرائيلي لا يزال مستمرا. فهو ينفذ يوما بيوم والذي يؤدي دور حصان طروادة في تنفيذ هذا المشروع هو هذه الحكومة بالضبط
وتوقف مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عند ما جاء في النداء تحت عنوان «الانانية الفئوية» ورأى فيه «تشخيصاً دقيقاً لخطر الطائفية على الدولة والمجتمع». وأيد دعوة النداء الى قيام الدولة مرجعية وحيدة للبنانيين جميعاً، آخذاً عليه «تمسكه بالنظام السياسي الطائفي، واكتفاءه باستعراض الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها لبنان اثناء ما سماه العاصفة التي مرت به».
وأعربت رابطة الروم الكاثوليك في بيان بعد اجتماع مجلسها التنفيذي أمس، عن تأييدها لمضمون نداء المطارنة «الذي دعوا فيه الى عدم الانقسام واعادة التوازن الى الحياة السياسية والابتعاد عن الفئوية والتضامن بين كل شرائح المجتمع اللبناني وفئاته، والمشاركة الوطنية في اتخاذ القرارات المصيرية وتحسين الوضع الاقتصادي واعادة الثقة بالدولة وعدم هجرة الشباب».
(وطنية)