فداء عيتاني
الساعة الثانية عشرة ظهراً. الكلاب البوليسية تقوم بجولة أخيرة على الشوارع والأحياء المحيطة بفندق البريستول، حالة الطوارئ في هذه المنطقة المتاخمة لقريطم اكتملت. عشرات من عناصر الفهود التابعين لوزارة الداخلية، ومثلهم من عناصر الامن الداخلي، ينتشرون هنا وهناك، خمس شاحنات تابعة للوزارة أنزلت هؤلاء قبل ان تركن أمام دار الطائفة الدرزية.
حالة الطوارئ تمتد من أوتوستراد قريطم الى قرب السفارة السعودية (التي عادة ما تكون الاجراءات الامنية مشددة في محيطها) ونحو المفترق المؤدي الى سينما البيكاديللي سابقاً، ووصولاً الى الشارع المتفرع من الحمراء وصعوداً نحو فندق بريستول، والى مركز كونكورد التجاري. في كل هذا المربع أُزيلت السيارات عن جانبي الطريق، وسارت دوريات من قوى الامن الداخلي وفرق التحري وفرع المعلومات ودوريات للكلاب البوليسية الباحثة عن متفجرات.
ظهراً كانت الشخصيات السياسية تتوافد على الفندق: سمير جعجع، ستريدا جعجع، الياس عطالله... وموعد الاجتماع يتأجل من ساعة الى أخرى، أو على الأقل هذا ما يُبلّغ به الصحافيون الذين تُركوا هذه المرة في عهدة القوى الامنية في شكل كامل.
لحظة دخول الصحافيين من باب جانبي يوقفهم عناصر الأمن، يستلمون منهم بطاقاتهم، ويسلمونهم بطاقات مرقمة، ويطلبون منهم التوجه الى قاعة، هناك يطلب منهم عنصر آخر من الأمن: إما البقاء في هذه الغرفة الجانبية والاستراحة والتدخين، وإما الدخول الى القاعة حيث سيُتلى البيان الختامي، ولكن في حال الدخول لا يمكن الخروج «إلا الى المنزل مباشرة ولا عودة بعدها الى هنا».
القاعة التي يُعلن منها البيان الختامي لا تسمح بأية حركة للصحافيين ولا بلقاء أي من المجتمعين الداخلين أو المتجولين في الفندق، ليس هذا الاجتماع كما جرت عادة اجتماعات قوى 14 آذار، عندما كان يمكن بسهولة الاختلاط مع السياسيين ومحادثتهم واستصراحهم.