strong>آلاف الفرش والشوادر تقضمها النيران في مستودعات الكرنتيناثائر غندور

احترقت المساعدات الدولية قبل توزيعها على الجنوبيين. وانتشرت رائحة البلاستيك المشتعل من مستودعات المفوّضية العليا للإغاثة التابعة للأمم المتحدة (UNHCR)، مثلما انتشرت قبلها رائحة الفساد في الهيئة العليا للإغاثة.
خلال أقل من دقيقة، انتشر الحريق الذي شبّ في خيمة ليشمل آلاف الخيم والحرامات والشوادر. عشرات العمّال حاولوا إطفاء الحريق الصغير بداية، بمساعدة زملاء لهم في مسلخ بيروت وسوق السمك، لكنّهم لم يوفّقوا بسبب سرعة الرياح وشمس الظهيرة. فاتّصلوا بفوج إطفاء الكرنتينا القريب منهم. وصلت بعد عشرين دقيقة سيارة إطفاء تابعة لفوج الكرنتينا، وأخرى تابعة للدفاع المدني لكنّها غير مجهّزة بكامل عدّتها. اتّصلوا مجدداً بفوج الإطفاء، وقال لهم حسن (أحد العمّال): «نريد أكثر من سيارتين، لأن الحريق كبير جداً». فردّ الإطفائي: «من أنت لتحدد إلى كم سيارة نحتاج». يصرخ حسن: «أنا على الأرض، وأعرف حجم الحريق».
يروي حسن ما حصل، وهو منهمك مع رفاقه في إبعاد الموتورات والحرامات والخيم وكثير من المساعدات الموجودة في المبنى الملاصق للحريق. في المقابل، كان المسؤولون الدوليون عن المكان يقفون عاجزين عن فهم ما يحصل، وكان جواب السيد لاروس المسؤول في الـ(UNHCR): «لم أكن موجوداً، لقد أتيت الآن».
المستودع تابع للمؤسسة العامة للأسواق الاستهلاكية، وقد وضعته بتصرّف الأمم المتحدة بعد موافقة الحكومة. ويشير مدير المؤسسة الدكتور شبلي المصري، إلى أنهم قدّموا مستودعاتهم مجاناً، على أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولية أمن المكان.
ووصل عدد سيارات الإطفاء الت شاركت في إخماد الحريق إلى ثماني عشرة، بعد ساعة تقريباً من اشتعاله. وعند سيطرة فرق الإطفاء على الوضع، بدأت الأسئلة تدور على ألسنة العمّال. «كيف اشتعل الحريق؟» السؤال الأساس الذي لم يستطع أحد منهم الإجابة عنه، لكن أحدهم قال: «منذ عدة أيام ونحن نقول لهم يجب وضع خيمة فوق هذه المواد لتحميها من الشمس والمطر الذي بدا قريباً». ولم توضع أي خيمة بالرغم من طلب العمّال الذين بدا عليهم الغضب. وبدأت قوى الأمن تحقيقاتها الأولية فوراً داخل المستودع. كما طرد عدد من موظفي الأمم المتحدة الصحافيين ومنعوهم من الكلام مع السيد لاروس.
وأكّد شهود عيان، أن الحريق بدأ بخيمة واحدة، بعكس ما أُشيع من أنه ناتج من اشتعال دواليب قديمة. وأتى الحريق على آلاف فرش الإسفنج والشوادر الصالحة، خلافاً لقول البعض إنها مواد غير صالحة. وأشار أحد العاملين في الـ(UNHCR) إلى أن هذه المواد كانت معدّة لتنقل إلى الجنوب قريباً. أمّا المستودع فيتحوي خزّانات وقود (بنزين ومازوت) إضافة إلى مواد التنظيف القابلة للاشتعال. ولوحظ خروج صهاريج وقود من المكان. انتهى الحريق بينما كان مرفأ بيروت القريب يعدّ نفسه لاستقبال السفن بعد طول انتظار.