ربط الرئيس فؤاد السنيورة زيارته الى دمشق بالإعداد الجيد لها عبر برنامج عمل محدد سبق أن طلبه الرئيس الأسد. لكن هناك من يسأل: هل تتم الزيارة قبل تقرير براميرتس أم بعده؟
إبراهيم عوض

يُكثر الرئيس السنيورة من استخدام كلمة «روق» عند مواجهة أسئلة الصحافيين، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُعد، منها يوم سئل عن الجهود المبذولة لرفع الحصار والشروط الإسرائيلية التي تحول دون ذلك حين أجاب: «بدكم تروقوا علينا شوي».
كذلك حين طرح عليه سؤال يتعلق بكيفية توزيع المساعدات على أصحاب المنازل المدمرة كان رده «يا حبيبي روق، روق»، أخيراً وليس آخراً يوم حمل اليه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة دمشق كان جوابه «سمعنا بالدعوة ـ بدها رواق.. عنا مية شغلة هلأويبدو أن سياسة «الرواق» أو التمهل التي يعتمدها السنيورة في معالجاته تنسحب أكثر ما تنسحب على تعامله مع موضوع الزيارة الى دمشق، إذ تبيّن بعد لقائه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري أمس أن البحث لم يتناول الزيارة، بل تركز على المبادرة السورية لتولي إعادة إعمار ثلاث بلدات جنوبية والآلية التي ستُعتمد لهذه الغاية. وفيما صرح خوري لـ«الأخبار»: بأن «لا جديد حول الزيارة» تبين أن ما تردد عن عزم السنيورة على القيام بجولة عربية تشمل سوريا بقي في إطار المعلومات الصحافية من دون صدور نفي أو تأكيد للخبر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.
بين الزيارة الأولى التي قام بها السنيورة الى دمشق والزيارة المرتقبة، كيف تبدو الصورة؟
التأرجح على حاله. بالأمس كانت هناك رغبة لبنانية في الإسراع بإجراء الزيارة مقابل عدم حماسة سورية لها أُتبع بـ«فيتو» على السنيورة. اليوم هناك اتجاه لفتح «صفحة جديدة» مع وساطة قطرية أثمرت دعوة طازجة لرئيس الحكومة من الرئيس السوري عاد فأكدها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال زيارته الأخيرة الى دمشق بقوله: « إن الرئيس الأسد عبر عن رغبته في عقد اللقاء مع السنيورة».
الرغبة في إتمام الزيارة سورية هذه المرة فيما التريث في شأنها يأتي من الجانب اللبناني، كما أعلن عن ذلك صراحة متلقي «الدعوتين» رئيس الحكومة الذي عاد بالذاكرة قليلاً الى الوراء ليستدرك أن نجاح الزيارة يلزمه برنامج عمل لا بد من إعداده، وهو الطلب الذي سبق أن سمعه من الأسد في قمة الخرطوم يوم اقترب منه محيياً بعد ما عض على جرح «عبد مأمور لعبد مأمور»، مبدياً رغبته في زيارة دمشق.
حينئذ اكتفت مصادر رئيس الحكومة برواية الشق المتعلق بـ«برنامج العمل» غافلة عما هو أهم ربما منعاً للإحراج أو الكشف عن جرح آخر. وتفيد المعلومات في هذا الصدد أن الرئيس السوري، وخلال لقائه الخاطف مع السنيورة، أضاف الى طلبه التحضير للزيارة وتهيئة برنامج عمل محدد لها، تمنياً بأن يصدق رئيس الحكومة في تنفيذ وعوده وما يتفق عليه لا كما حصل سابقاً، في إشارة الى زيارة السنيورة الأولى لدمشق بعد توليه رئاسة الحكومة.
ثمة أسئلة في العاصمة السورية واللبنانية، منها: هل السنيورة عازم فعلاً على زيارة دمشق؟ وقبل تقرير سيرج براميرتس أم بعده؟ كيف تكون الزيارة بعد الهجوم العنيف الذي شنه رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة، ضد الرئيس السوري وقصره؟
يقول السنيورة في أحدث تصريحاته عن العلاقات اللبنانية ـــ السورية: نحن اللبنانيين والسوريين لا يمكن إلا أن نتصبّح ببعضنا ونتمسّى ببعضنا».
السوريون ينتظرون أن «يتصبّحوا» بالسنيورة.