«لا تمتلك الدولة التركية شرط البقاء على الحياد بين أطراف النزاع»
نادر فوز

أمام المبنى البلدي في برج حمود، وعلى أنغام أصوات فيروز وجوليا، اجتمع العديد من المواطنين اللبنانيين من أصل أرمني ليعبّروا من جديد عن رفضهم للمشاركة التركية في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان. أقفلت المحال التجارية أبوابها في برج حمود وشارع آراكس، ورفعت الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الطاشناق، الحزب المنظّم للاعتصام.
بعد عزف كشافة نادي الهومنتمن للنشيد الوطني اللبناني، ألقى السيد هراتش وارجابيديان كلمة حزب الطاشناق المنظم للاعتصام، باللغة الأرمنية، وقال فيها إنّ الأرمن في لبنان يعتمدون الوسائل السياسية والدبلوماسية مبتعدين عن ردود الفعل السريعة. ولفت وارجابيديان إلى أنّ الطائفة الأرمنية ستجد نفسها مضطرةً إلى «اعتماد لغة تصعيدية أوّلها هذا التجمع» إذا استمر غض النظر عن مطالبها. واعتبر هذا التجاهل من الحكومة إجحافاً بحق الطائفة الأرمنية، فطالب بتصحيح هذا الخطأ «المخلّ بأسس ميثاق العيش المشترك ومتطلباتهآرتور، الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، رفع العلم الأرمني لأن والدته طلبت منه ذلك. ورينا حملت العلم نفسه لأنّها «أرمني لبناني». ورُفعت لافتات أخرى تندد بالمشاركة التركية وبتاريخ تركيا الدموي. وأكّد النائب والوزير السابق جاك جوخداريان، في كلمة ألقاها، أنّ هذا التحرك هو «تسجيل موقف محقّ لشريحة كبيرة وأساسية من المجتمع اللبناني». واعتبر بدوره أنّ تهميش الطائفة الأرمنية «يسيء إلى ميثاق العيش المشترك ويعوق مسيرة الوحدة الوطنية». وبعد ذكره للمجازر التركية بحق الأرمن وعدم اعتراف الحكومات التركية المتعاقبة بهذه «المجازر الرهيبة» أو اعتذارها، لفت جوخداريان إلى أنّ الدولة التركية «لا تمتلك الشرط الأساسي والحيوي» الذي يتمثل بالبقاء على الحياد بين أطراف النزاع. وقال «إن الشعب اللبناني لم ينس حتى اليوم شهداء السادس من أيار». وختم جوخداريان كلمته معتبراً أنّ «الأرمن يرفضون أن يكونوا في وطنهم مواطنين من الدرجة الثانية».
وفي الختام، ألقى رئيس جامعة هايكازيان القس الدكتور بول هايدوستيان كلمةً قال فيها إنّ «الأرمن يرفضون قدوم الأتراك إلى لبنان لأنّ تركيا ترفض حتى اليوم الاعتراف بالإبادة الأرمنية». وأكد ولاء أبناء الطائفة الأرمنية ووفاءهم اللامحدود للبنان وللعدالة الإنسانية جمعاء.
شارك في الاعتصام العديد من النواب والوزراء الأرمن السابقين، إضافة إلى النواب الحاليين أغوب بكرادونيان وجورج قصارجي ونبيل نقولا. وحضر أمين عام حزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان، ومطران الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية كيغام غجريان، ورئيس الكنيسة الإنجيلية في لبنان القس صورومون كيلاغيان، ورئيس جامعة هايغازيان القس بول هايدوستيان، إضافة إلى معظم الجمعيات والنوادي الأرمنية، ورئيس بلدية برج حمود ورئيس لجنة تجار برج حمود. وقدّر مصدر في حزب الطاشناق عدد المشاركين في الاعتصام بسبعة آلاف، معتبراً أنّ هذا التحرك الشعبي ليس إلا البداية.