الناقورة ـــ كامل جابر
انطلقت قوّة عسكرية تابعة للجيش اللبناني منذ الصباح بغية الانتشار في العديد من قرى القطاع الغربي، شرقي الناقورة، وشمال شرقها، وخصوصاً تلك التي انسحب منها جــــيـــــش العــــدو، أمــس، وأول مــــن أمـــس.
لكن، كان على هذه القوّة أن تنتظر أكثر من ساعة ونصف ساعة عند حاجز قوات «اليونيفيل» على الطريق العام الساحلية بين القليلة والبياضة، قرب «معبر» جسر الحمرا، قبل السماح لها بالتقدّم. فما كادت القوّة تصل إلى الحاجز، حتّى تقدّم عنصر من القوة الغانية نحو السيارة العسكرية الأولى في الموكب اللبناني القادم من منطقة المنصوري الساحلية، ليبلغ من فيها أن الموكب وصل قبل الوقت المحدد له للعبور، أي قبل الثانية عشرة. فكان على الموكب الانتظار حتى أتى «الإذن» بالبدء بالانتشار.
وانطلقت قوة من اللواء السادس في الجيش تؤازرها قوة من اللواء التاسع في اتجاه البياضة واستقبلها الأهالي بنثر الورد والأرزّ وإطلاق الهتافات المؤيدة والزغاريد المرحّبة بالجيش اللبناني «الذي نفتقده منذ 35 عاماً»، بحسب أحد أبناء البياضة. ثم تابعت القوة انتشارها صعوداً نحو شمع التي لم يعد أهلها إليها، ومنها باتجاه الجبّين، فشيحين التي أقامت القوة مركزاً في وسطها المتفرّع نحو يارين وأم التوت، وطيرحرفا ومروحين التي لم يدخلها الجيش بعد. فقد توقف عند نقطة بينها وبين أمّ التوت التي خرجت عائلاتها لتطلق الهتافات والزغاريد وتنثر الورد والأرز، فيما يردّد بعض أبنائها: «نـــــريــــد الـــدولة ولا أحــــــد غيــــر الدولـة».
وقد ضمّت القوة نحو ثمانمئة ضابط وجندي وأكثر من 25 ناقلة جند مجهّزة برشاشات حربية، وشاحنات كبيرة وسيارات عسكرية، فضلاً عن العتاد والمؤن.
وعلم أن فريقاً من فوج الهندسة في الجيش، رافق القوة المنتشرة ليتولّى عمليات مسح كاملة للقرى والأراضي الزراعية، لكشف الألغام والأجسام المشبوهة وجمعها وتفجيرها.
ولم تتوجه القوة نحو الناقورة، بسبب احتلال القوات الإسرائيلية لعدد من النقاط في منطقة اللبونة، جنوبي الناقورة، وأطراف علما الشعب وخراج رميش.