فداء عيتاني
«بعد رمضان سيأتيكم الرد، وعليك الخير والبركة» يقول أحد أعضاء اللقاء الوطني مختصراً قراءته لبيان حزب الله الموجه إلى قوى 14 آذار، ويضيف مازحاً: «لذا يمكننا السفر لشهر في انتظار الآتي».
الوزير السابق وعضو اللقاء سليمان فرنجية يرى أن حزب الله غير قادر على مواصلة صمته السابق بعد موقف قوى 14 آذار في اجتماعها الأخير في البريستول. وأضاف: «هذا الموقف ردة فعل» على موقف البريستول، رغم أن الحزب «لا يتوجه عادة إلى الداخل».
ويضيف فرنجية بأن على الأطراف «أن تفهم أن هناك انتصاراً، وما قبل 12 تموز غير ما بعده»، ويشير إلى ضرورة التغيير الحكومي، وإلا فستكسر الجرة ويحصل التغيير من قبل الناس بالوسائل الديموقراطية.
ولا يبدي نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي استغرابه من صدور بيان مشابه، «الاستغراب يكون من عدم صدور بيان كهذا»، يقول وهو يظهر اهتمامه بالبيان «لأنه أسقط نظرية أن الفاجر يأكل مال التاجر، وأسقط فجور قوى 14 آذار التي تتحدث عن محور إيراني ــ سوري لتتمترس خلف محور أميركي ــ إسرائيلي، وهذا البيان يحول دون استباحة الرأي العام بهذا الكلام».
ويضيف الفُرزلي أن البيان لم يأت ليؤكد أن لبنان أولاً «فهذا مفروغ منه لدى حزب الله، ولكن ليسأل ما هو ثانياً؟ العروبة أم إسرائيل؟ وأهمية البيان أنه رسالة إلى العالم الخارجي ليعلموا أن الانقسام عميق وأن السلطة مأخوذة إلى حيث لا يجب أن تؤخذ».
ويلحظ الفرزلي في البيان الدعوة إلى إسقاط النهج عبر الكلمة، ومن دون أن يستبعد التحرك في الشارع كحق يكفله الدستور، إلا أنه يتردد قليلاً ليتحفظ على التسرع في الكلام على دور الشارع: «أعتقد أن هذا القرار لن ينفرد به حزب الله، بل سيتشاور مع حلفائه في هذا الشأن، وبكل الأحوال فالكلام على الشارع الآن سابق لأوانه، لكن الاستمرار في احتكار السلطة بهذا الشكل أمر لا يمكن الاستمرار به».
«قوى 14 آذار على عجلة من أمرها كما هم الأميركيون، ويرون أن حزب الله مربك ومنهك بعد نهاية الحرب، وأن الآن هو الوقت المناسب للانقضاض عليه» يقول الوزير السابق وعضو اللقاء ألبير منصور، قبل أن يضيف أن حزب الله قام «برد مدروس لناحية التوقيت، وهو يشرح لهذه القوى أنه يعرف كل شيء، وأنه متمهل فقط لاستيعاب المسألة الاجتماعية لأهلنا ما بعد الحرب، وأنه بعد ذلك سيكون هناك ما هو أكثر».
ويعتقد منصور أنه بفعل «الحكومة المتواطئة وبفعل القرارات الدولية، ستحاول القوى المحلية والأميركيون أولاً عزل لبنان عن الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وثانياً عزل لبنان عن سوريا، وثالثاً محاولة إحكام السيطرة على لبنان، ووضعه كمنصة لإطلاق الهجوم على سوريا وإيران».
ويضيف أنه بعد شهر رمضان «ستبدأ المعركة السياسية الكبرى على الحكم في لبنان، وهذه المعركة ستحسم معركة إيران وسوريا والداخل الفلسطيني عبر حسم موضوع الحكم في لبنان»، مبدياً اعتقاده بأن الأكثرية ستستخدم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري «ورقة ابتزاز في إطار هذا الصراع»، داعياً رئيس الجمهورية إميل لحود إلى عدم الرضوخ لتأليف محكمة دولية قبل ظهور نتائج التحقيق وإشارة هذه النتائج بشكل واضح إلى تورط غير لبناني في الجريمة.
ويضيف منصور أن بيان حزب الله بهذا المعنى «هو خطوة وقائية لمنع التمادي» لقوى 14 آذار، وليقول لهذه القوى: «أنتم عملاء» بحسب تعبير منصور، الذي يضيف أن الصراع على الحكم مقبل، «وكل خطواته ستكون في الشارع، فهم (قوى الأكثرية) مستفردون بالحكم، ومتسلطون على مجلس النواب، ويبنون أجهزة أمنية على قياس مصالحهم، وبالتالي فإن استعجال جماعة 14آذار سيؤدي إلى أن يكون الرد عنيفاً جداً». ويختم منصور قراءته للبيان بالقول إن «حزب الله يقول (لقوى 14 آذار): بما أنكم تفرضون علينا القتال فسنقاتلكم قتال العملاء».