عكّار- ابراهيم طعمة
بدأت الوحدات الفرنسية التي وصلت صباح السبت إلى محلّة عرقة في عكار بتنفيذ إنشاء جسر حديد محل الجسر الذي دمّره القصف الاسرائيلي في أربع غارات خلال العدوان الأخير على لبنان. وسيقام الجسر مكان الجسر السابق، وستباشر شركة خاصة تنفيذ أعمال إعادة بناء جسر الباطون الأساسي.
وكانت الأعمال قد بدأت بتهديم قاعدة ارتكاز الجسر السابق التي تزعزعت تحت الضربات المتعاقبة للطيران الحربي الاسرائيلي، بغية إنشاء قاعدة جديدة قبل إنشاء جسر الحديد. وقد ركّز الفنيون التابعون للجيش الفرنسي أولى الدعائم على حافة الجسر الجنوبية، ومضى آخرون في تنفيذ المهمات الأخرى، فعمدوا إلى تحديد الإحداثيات ومناسيب الارتفاع والوجهة، أو تدارس عمليات التنفيذ، ومنهم من نزل إلى بلاطة الجسر القديم المحطّمة في مجرى النهر سعياً إلى لملمة بعض البقايا لمعاينتهاويرتقب أن تستغرق أعمال الجسر الحديدي أسبوعاً أو أكثر، حتى يعود السير على طريق عام حلبا ــ طرابلس إلى طبيعته.
وقد أفاد مشرف من شركة «باتكو» التي ستنفّذ جسر الباطون، بأن البدء بالعمل يعني طي صفحة انقطاع الطريق، وأن أعمال إنشاء جسر الباطون لن تعوقها إقامة الجسر الحديدي. وأفاد المشرف فوّاز دياب، بأن مموّل تنفيذ جسر الباطون هي شركة «جنيكو» التي يملكها النائب سعد الحريري، بينما ستتولى شركة «باتكو» التنفيذ.
الجدير بالذكر أنّ جسر عرقة يجاور الموقع الأثري التاريخي المكوّن من تلّ عرقة الذي تعود آثاره الى العصر البرونزي الوسيط (1500ق.م)، وعاصر مختلف المراحل التاريخية لمدينة عرقة الرومانية الشهيرة، حيث ولد الامبراطور اسكندر سافيروس. وألّفت هذه المدينة سفوح التل، وهي تمتد الى سهل عكار تحت بساتين الزيتون والعنب المنتشرة في المنطقة، ويحدّها من الجنوب نهر عرقة، حيث اقيم أول جسر عليه عرف بالجسر الروماني، لربطه المدينة التي كانت مركز حكم رئيسي، بالمناطق الواقعة جنوب النهر. ولا يتجاوز عرض الجسر متراً واحداً، وهو مبني من الحجر المعقود. ومع مرور الزمن، حصل انهيار جزئي لممر الجسر أدّى إلى سقوط بعض حجارته.