عمر نشابة
في ذكرى هجمات 11 أيلول أستذكر دراسة وضعها أستاذ في جامعة إنديانا الاميركية تناول فيها انتقال العدوى من خاطفي الطائرات الى آخرين. يذكر الدكتور روبرت هولدن في الدراسة عدة عمليات خطف ومدى تأثير التغطية الاعلامية التي حظيت بها على آخرين قاموا لاحقاً بخطف أو محاولة خطف طائرات. استوقفني ذكر عملية خطف قام بها عام 1969 أحد جنود المارينز الاميركيين الذين خدموا في حرب فيتنام يدعى رافاييل مينينشييلو وهو من أصل ايطالي. قام مينينشييلو بأوّل عملية خطف طائرة عابرة للمحيط الأطلسي إذ توجّه بالطائرة من الولايات المتحدة الى بلده الأمّ إيطاليا ثمّ تمكن من الفرار وما زال البحث عنه قائماً. بعد عشرة أيام من فرار مينينشييلو، في 11 تشرين الثاني 1969 تحديداً، قام مراهق عمره 14 سنة في مطار مدينة سينسيناتي في ولاية أوهايو الاميركية بمحاولة فاشلة لخطف طائرة مدنية. وفي مسعى للتعرّف على دوافع خطف الطائرة أفادت والدة الشاب أنه تأثّر بمينينشييلو عندما شاهد برنامجاً إخبارياً عنه في التلفزيون وأصبح مثله الأعلى.
يذكر هولدن العديد من الأمثلة عن انتقال عدوى خطف الطائرات عبر التغطية الاعلامية الواسعة التي تحظى بها. ويقول إنه في الستينيات والسبعينيات كانت كلّ عملية خطف طائرة «ناجحة» تؤدّي الى محاولتين للقيام بعملية شبيهة. ففي 1971 مثلاً قام شخص يدعى كوبر بخطف طائرة أميركية بعد إقلاعها من مطار بورتلاند، وطلب مئتي ألف دولار للإفراج عن الركاب إضافة الى مظلة. نجحت العملية بعد أن تسلم الأموال والمظلة وقفز من الطائرة بعد إقلاعها مرة ثانية. وفي الشهر الذي تلي عملية كوبر قام خاطفو طائرتين بطلب مظلات للقفز من الطائرات بعد الحصول على الأموال.
ويقول هولدن إنه، عام 1972، في 15 حالة من أصل 19 عملية اختطاف طائرات، طلب الخاطفون مظلات ليحاولوا القفز.
وبينما لم يقفز خاطفو طائرات 11 أيلول منها وقرّروا الموت مع الركاب بصدم الطائرات بالأبراج، يبقى السؤال: الى أي مدى أثّرت التغطية الاعلامية لتلك العمليات على النشاطات الإرهابية الأخرى والى أي حدّ يمكن اعتبار محمد عطا مثالاً لمشاريع الإرهاب المستقبلية؟