strong>«إيه ويللا، سنيورة طلاع برا»... «سلاح المقاومة باقٍ باقٍ باقٍ»مهى زراقط

المشهد كما هو أكثر من كافٍ. لا يحتاج إلى أي إضافة لتعزيز مشاعر الإباء والانتصار في نفوس المحتشدين مساء أمس في شارع السيد عباس الموسوي في الضاحية الجنوبية.
أنقاض مبان حوّلت ما كان شارعاً صغيراً يضجّ بأصوات الباعة وأبواق السيارات إلى ساحة واسعة ضاقت بالحشد. فلجأ منهم مَن لجأ إلى شرفات مبانٍ متصدّعة واحتلّها، وتسلق آخرون ركام مبان أخرى أتاحت لهم رؤية المنصة من بعيد بعدما حال مئات المواطنين دون وصولهم إليها. أما مَن بقي بعيداً فلم يجد أمامه إلا سيارة الدفاع المدني ليتسلّقها غير آبه بدعوات سائقها للنزول عنها، حتى بعد أن طلب «أحداً من أمن الحزب» ليفرض سيطرته على الشباب المنتظرين لأي إشارة ليطلقوا هتافاتهم ويرفعوا قبضاتهم.
المشهد كما هو أكثر من كاف. لكنه لم يكن كذلك فقط. أنقاض المباني أضيفت إليها الإضاءة التي حوّلتها الى ما يشبه مرحاً يحلم كثير من المخرجين في إعداده. والمؤثرات الصوتية الناضحة بروح الانتصار حوّلت ساحة الاحتفال الذي احتضنه شارع السيد عباس الموسوي الى مشهد سينمائي يمكنه أن يشكل انطلاقة لثورة...
ولمَ لا تكون ثورة، والنائب علي عمار لا يحتاج الى أكثر من جملة «هذه الحكومة يجب أن ترحل» لترتفع الأصوات: «إيه ويللا... سنيورة طلاع برا»... هتاف تكرر ثلاث مرات، تفاعلاً مع كلمة عمار التي استعرض فيها تحديات المقاومة في الداخل والخارج معاً مقسماً: «سلاح المقاومة سلاح باق باق باق» على وزن وعد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في بداية الحرب: «النصر آت آت أت».
غير أن الدعوة الى رحيل الحكومة لم تكن الرسالة الوحيدة في احتفال أمس الذي أقيم في مناسبة ولادة الإمام المهدي. فهو بدأ بتحيات أرسلها عريف الاحتفال الى كل من «الرئيس نبيه بري، العماد إميل لحود، العماد ميشال عون (أو عون الوطن)، إلى زغرتا وزعيمها سليمان فرنجية، إلى أسد سوريا والى إيران أحمدي نجاد...
ومع كل اسم من هذه الأسماء كانت الحناجر تطلق الصفارات تحية، في انتظار الكلمة السحرية التي أشعلت حناجرهم وأحرقت أكفهم: «أبو هادي»... قالها العريف وألحقها بـ«مشتاقووووون» ومؤثرات صوتية ألهبت الحماسة وارتفعت الأصوات «يا الله، يا الله احفظ لنا نصر الله». نصر الله الذي لم يطلّ مباشرة لكن صوته في رسالته الى المقاومين تردد في الساحة مع تسجيل لرسالة المقاومين إليه. الأسماء ذاتها عادت وتكررت في كلمة النائب عمار، هذه المرة داعياً الى أن تضم الحكومة الجديدة شخصيات شريفة مثل ميشال عون وسليمان فرنجية.
الاحتفال الأول الذي تشهده الضاحية منذ العدوان عليها لم يختلف في تدابيره الأمنية عن غيره من احتفالات «حزب الله»... فارق واحد يمكن تلمّسه من أجوائه وخطابه أنه قد يشكل بداية لاحتجاجات شعبية... هذا ما قد تثبته أو تنفيه الأيام والأسابيع المقبلة.