صيدا ــ خالد الغربي
عاد الصيّادون إلى البحر، بعد رفع الحصار البحري الاسرائيلي الذي استمرّ ما يقارب الشهرين، وأبحر مئات الصيادين من ميناء صيدا بفلوكاتهم ومراكبهم في اتجاه عرض البحر، وطرحوا شباكهم. وبعد طول انتظار، رمى البحر بخيره، وأجاد بكرمه عليهم، فظفروا بغلّة وفيرة لطالما تمنّوها. وربّما جاءت بمفعول رجعي، وبتضامن البحر مع هؤلاء الذين تربطه وإيّاهم أسرار وحكايا.
وقال «الريّس» أبو ابراهيم بوجي بعدما علقت مئات الأسماك في شباكه: «ها إنّ الأسماك عادت لتتصارع مع الشباك. إنّها رزقة من الله، ها هم الأولاد «يتشيطنون» داخل المركب بانتظار أكلة سمك».
ومع عودة الصيادين إلى «الكسح» (الإبحار)، عاد النبض إلى سوق السمك وإلى المزاد، وعلا مجدداً صوت المنادي «مين بيغلّي، مين بيزيد، سمك وطني أصيل». ومع أول «أحد» بعد فكّ الحصار، أسرع الناس إلى شراء أصناف السمك. وقالت نفيسة الزين: «لقد حرمنا شهرين من أكل السمك، وحضرت لأتسوّق وعائلتي موعودة اليوم بأكلة سمك بتحرز».
واستعادت زيرة (جزيرة) صيدا بعضاً من روّادها بعدما أدّت ظروف الحصار والعدوان إلى حرمان مئات العائلات، ولا سيّما الشعبية، من ممارسة هواية السباحة في محيط الزيرة المعروفة بنظافة مياهها ونقاوتها. وقال أبو علي، أحد الذين ينقلون الزبائن من الرصيف إلى الزيرة: «الطلعة بنصف التسعيرة... والأولاد مجاناً، هدية رفع الحصار».