وفاء عوّاد
في البرلمان، كان المشهد مغايراً لما كان عليه في السرايا والمحيط. الهدوء كان سائداً الى حد العدم، والصورة تغيّرت عمّا كانت عليه الأسبوع الفائت يوم توحّد النواب احتجاجاً على الحصار، فعاد هؤلاء إلى اصطفافاتهم السابقة.
وفّرت الزيارة سبباً إضافياً للكيديات، وانقسم رؤساء اللجان النيابية الذين دعاهم الوزير ميشال فرعون لمقابلة بلير، في ظل غياب رئيس المجلس نبيه بري، إلى فريقين: الأول مؤيّد سارع إلى اللقاء تحت عنوان «التقوقع لا يفيد لبنان»، والثاني معارض سجّل موقفاً من الزيارة بمقاطعتها لأن الترحيب ببلير «ترحيب بمن يخلط بين المقاومة والإرهاب». ووفقاً لمعلومات «الأخبار»، فإن محور اللقاء الذي جمع بلير بالفريق الأول حمل العناوين الآتية: المطالبة بموقف داعم للبنان ولحقوقه، بدءاً من قضية مزارع شبعا وموضوع الأسرى وخرائط الألغام، وصولاً الى مساعدة لبنان للخروج من محنته.
وأشارت أوساط نيابية شاركت في الاجتماع إلى أن بلير وعد النواب بدعم موقف الرئيس فؤاد السنيورة والعمل لتنفيذ القرار 1701، وتبنّي أي قرار دولي مشابه وموضوع تبادل الأسرى.
في المقابل، ومن موقعه رئيساً للجنة الإعلام والاتصالات النيابية، تساءل نائب كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله قراره "كيف لنا أن نلتقي قاتل الأطفال بقذائفه الذكية التي نقلت عبر المطارات البريطانية إلى جيش العدو ليقصف بها وطننا الحبيب". واستغرب فضل الله استحضار بلير إلى بيروت، و«دم الشهداء الذين شارك في قتلهم لم يجف»، ووصف الزيارة بأنها «إساءة كبيرة واستفزاز صارخ لمشاعر اللبنانيين، وبخاصة ذوي الشهداء».
وإذ نفت مصادر من كتلة التنمية والتحرير وجود «كلمة سر» لمقاطعة اللقاء مع بلير، لأن النواب تبلّغوا موعد اللقاء في وقت متأخر من ليل أول من أمس، إلا أن غياب وزراء أمل والسفر المفاجئ للرئيس بري يحملان دلالات لا يمكن إغفالها.
تجدر الإشارة إلى أن النواب الذين التقاهم بلير هم: روبير غانم، محمد قباني، عاطف مجدلاني، وليد عيدو، آغوب قصارجيان، نبيل دي فريج، فيما تغيبت بهية الحريري “لأسباب أمنية” وأكرم شهيب “اضطراراً” وغنوة جلول لابلاغها في وقت متأخر. أما الذين قاطعوا فهم: حسن فضل الله، ابراهيم كنعان، جيلبيرت زوين، ميشال موسى، أيوب حميد، سمير عازار، وعبد اللطيف الزين.