وزير الخارجية الإسباني زار بيروت لساعات «تضامناً» مع لبنان متري: لمسنا تجاوباً إسبانياً مع الطرح اللبناني في قضية مزارع شبعا
أمضى وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخل موراتينوس ساعات في لبنان أمس، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري، وأعلن وصول القوة الاسبانية المشاركة في قوات «اليونيفيل» الجمعة المقبل
قال وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخل موراتينوس ان زيارته لبنان تأتي «تعبيراً عن الوحدة والتضامن من الشعب الاسباني وحكومته الى الشعب اللبناني»، مشيراً الى «ان عذاب اللبنانيين يمكن أن يؤدي الى مستقبل السلام ونوره»، معلناً أن بعثة تعاون ستزور لبنان في وقت قريب لتحدد المشاريع التي سيصرف عليها مبلغ 125 مليون يورووكان موراتينوس الذي وصل الى بيروت مساء أمس آتياً من الأراضي المحتلة قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية بالوكالة طارق متري، عقد الاثنان بعدها مؤتمراً صحافياً قبل ان يتوجها الى السرايا للاجتماع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وأعرب وزير الخارجية الاسباني لدى وصوله الى مطار بيروت في مستهل زيارته التي لم تتجاوز الساعات الخمس عن سروره «لزيارة لبنان للمرة الثانية خلال هذه الفترة»، لافتاً الى انه جاء في طائرة مدنية ودخل القاعة المخصصة كما كانت عادته لسنوات عديدة، واصفاً «زيارته هذه بأنها تعبير عن الوحدة والتضامن من الشعب الاسباني وحكومته الى الشعب اللبناني سواء من حيث المشاركة في قوات «اليونيفيل» أو لجهة المساهمة في اعادة اعمار لبنان». وأشار الى ان «بلاده شاركت خلال مؤتمر استوكهولم الأخير لإعمار لبنان بمبلغ واحد وثلاثين مليون يورو».
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزيران متري وموراتينوس أوضح الأول انه جرى عرض المهمة التي يقوم بها رئيس الديبلوماسية الاسبانية في اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية ولبنان. وهي تتركز على تطبيق القرار 1701، وما نفذ منه من بنود، ومشاركة قوة اسبانية في عداد القوة الدولية المعززة لـ«اليونيفيل». وقال: «تناول الحديث احترام لبنان قرار مجلس الامن 1701 والشرعية الدولية عموماً في وقت لا تحترم اسرائيل ما جاء في هذا القرار (...)، كما تحدثنا عن مشكلة الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وضرورة الافراج عنهم. وتطرقنا الى قضية مزارع شبعا لجهة ضرورة التقدم لحلها، وهي تلقى الآن اهتماماً دولياً كبيراً. وأكد لنا الوزير موراتينوس ذلك».
من جهته اكد الوزير موراتينوس تضامن بلاده مع لبنان بعد خروجه من المأساة التي مر فيها، لافتاً الى ان «انتشار عناصر الكتيبة الاسبانية سيساعد على تسهيل انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية».
واعلن ان «بعثة تعاون ستزور لبنان في وقت قريب لتحدد في شكل مركّز المشاريع التي سيصرف عليها مبلغ 125 مليون يورو، اضافة الى التزام المساعدة في مجال نزع الالغام والتنظيف البحري».
سئل: هل أثرت مع المسؤولين الاسرائيليين خروقاتهم للقرار 1701؟
أجاب: «تحدثنا عن ضرورة احترام تطبيق هذا القرار، وأعتقد بأنه يجب التمسك به وستبذل اسبانيا ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف».
وفي رد على سؤال ما اذا كان يحمل افكاراً معينة لاطلاق عملية السلام في المنطقة؟ أجاب: «ناقشنا ذلك مع اصدقائنا الفلسطينيين ومع الاسرائيليين والمصريين والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واصدقائنا اللبنانيين، وكما قال الوزير متري لعل عذاب اللبناني يمكن ان يؤدي الى مستقبل السلام ونوره. علينا الافادة من هذه المرحلة الجديدة بعد الازمة اللبنانية وعذاباتها من اجل الاقرار مرة واحدة التزام اعطاء فرصة سلام في المنطقة».
وعن تعليقه على هجوم أمس على مبنى السفارة الاميركية في دمشق؟ قال موراتينوس: «يجب إدانة كل عمل ارهابي وكل سيارة مفخخة. وبهذا المعنى، علينا ادانة كل عمل عنف من مقتل جنود او حرس يقومون بعملهم. واقرت الجمعية العمومية للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي الاستراتيجية الكاملة لمكافحة الارهاب في اي بلد وظرف».
ولدى سؤال الوزير متري عن تعليقه على ما قاله النائب علي عمار «ان سلاح المقاومة باق» وما اذا كان ذلك سيعكر عمل القوات الدولية ويعرقل تنفيذ الـ 1701؟ أجاب: «من الواضح للجميع ان الحكومة اللبنانية نشرت الجيش، وان القوات الدولية تأتي الى الجنوب لمساعدته على القيام بمهامه وبسط سيطرته على كل المنطقة، وهذا لا يعني ان تلك القوات اتت لتنزع سلاح «حزب الله» بالقوة».
وأبلغ الوزير متري «الأخبار» ان موضوع مزارع شبعا بحث مطولاً مع الوزير موراتينوس الذي اعرب عن تجاوبه مع الطرح اللبناني كما ورد في البنود السبعة لجهة انسحاب اسرائيل من المزارع وتسليمها الى القوات الدولية.
كما تبين ان موراتينوس لا يحمل افكاراً محددة لتحريك عملية السلام، فيما استحوذ شرح الموقف الاسباني من الحرب الاسرائيلية على لبنان جانباً من مباحثاته مع المسؤولين الاسرائيليين الذين اعربوا له عن استيائهم من هذه المواقف.
(الأخبار)