strong>تحل الذكرى السنوية الـ 24 لاغتيال الرئيس بشير الجميل وسط «زحمة» قداديس بين القواتيين وتنافس على اجتذاب الحشود
  • جعجع يحسم رأيه بإقامة قداس رابع ويحرص على أن يجمع له حشداً شعبياً كافياً لمقارعة القداديس الأخرى
  • أكثر من أي عام مضى، يتحوّل شهر أيلول الجاري ساحة تنافس داخل «البيت القواتي»، بصيغه السابقة والحالية، تحت ظاهرة «حرب القداديس»، وقد بلغ تعدادها حتى اللحظة أربعة.
    أولها كان يوم السبت في الثاني من أيلول بدعوة من «هيئة قادة ومؤسسي القوات اللبنانية»، وقد أقيم للمرة الأولى في الباحة الخارجية لكنيسة السيدة في طبرية، التي أنجز المنظمون ترميمها، وهي الملاصقة لغابة أرز الشهيد، ذات الدلالة الرمزية لأحزاب «الجبهة اللبنانية» التي شاركت في الحرب. مئات من المشاركين، وجوه مخضرمة، ومناسبة حرص أصحابها على حصرها في إطارها الديني البحت، من دون أعلام ولا دعوات ولا خطب. غير أن القداديس الثلاثة التالية ستخرج بالطبع عن هذا الزهد، لتبدأ غداً مع القداس السنوي لمؤسسة بشير الجميل في الأشرفية، في الذكرى الرابعة والعشرين لاغتياله، وهي مناسبة بدا منذ فترة أن ثمة إعداداً تعبوياً خاصاً يحضّر لها. ملصقات في الشوارع، استعادة لشعار بشير «لبنان أولاً» على جدران المناطق المعنية بالحدث، وحملة دعوات بواسطة الرسائل القصيرة على الهواتف الخلوية. يذكر أنه في الأعوام الماضية شكلت هذه المناسبة فرصة لتظهير حساسيات الشارع القواتي والمسيحي عموماً، وخصوصاً عبر سعي أنصار سمير جعجع أكثر من مرة إلى مقاطعة خطباء ما بعد القداس، كما حصل مع نديم بشير الجميل قبل ثلاثة أعوام.
    الترسانة التعبوية نفسها، مع حساسية أكبر، ستنتقل في الأحدين التاليين إلى كل من ميفوق في جبيل وحريصا في كسروان. ففي الأولى تقيم «رابطة سيدة إيليج» قداسها السنوي أيضاً، للسنة السابعة على التوالي، في الباحة الخارجية لكنيسة سيدة إيليج الأثرية، وعلى مقربة من مدافن عشرات الشهداء القواتيين يوم الأحد في 17 الجاري. وخصوصية الحدث في أنه يقام للمرة الأولى بعد خروج سمير جعجع من السجن وعودته الى لبنان، ويتولى تنظيمه كما الدعوة إليه، قواتيون متمايزون تنظيمياً عن «قوات» جعجع، علماً أن تجاذباً معروفاً خيّم على العلاقة بين الطرفين للمناسبة نفسها في العام الماضي، يوم أرسل جعجع من باريس «تمنياً» بإلغاء قداس إيليج والالتحاق بقداس حريصا. والتمني نفسه، مقروناً بسلسلة اتصالات غير مباشرة ومحاولات «إقناع»، تكرر هذه السنة من دون جدوى.
    وفي ضوء هذه الظاهرة تردد أخيراً أن جعجع حسم رأيه بإقامة قداس رابع لشهداء «القوات اللبنانية»، يوم الأحد الذي يلي، في 24 أيلول، في حريصا. وهو يحرص على أن يجمع له حشداً شعبياً كافياً لمقارعة القداديس الأخرى، وخصوصاً أنه سيكون القداس الأول له في هذه المناسبة، بعد خروجه من السجن، والثاني في مسيرته القواتية، بعد القداس الوحيد الذي أقامه في المكان نفسه في أيلول 1991.
    (الأخبار)