فداء عيتاني
التقديرات الأمنية دائماً ما تشير إلى احتمال وجود خلايا لتنظيم «القاعدة» في لبنان، إلا أن الواقع لم يثبت حركة لهؤلاء بين المسلمين السنّة في البلاد، وإن كانت التنظيمات السنية الرئيسية لا ترغب في الكلام بإسهاب على التنظيم المحظور.
أيمن الظواهري دعا في خطابه الأخير إلى رفض القرار الدولي الرقم 1701 الذي أوقف القتال بين لبنان وإسرائيل، ورأى أن القرار يعلن «وجود دولة عبرية»، داعياً اللبنانيين إلى عدم الاستسلام أمام الضغوط الغربية وإلى تنظيم «حرب جهادية شعبية ضد» الغربيين. وفي المقابل تحاول القوى اللبنانية إبعاد الصورة عن القاعدة وتسليطها على الظلم الذي تراه في القرار الدولي 1701، ودخول قوات إضافية إلى لبنان.
لا تكاد القوى الإسلامية تلمس في بيئتها ومحيطها حضوراً للتنظيم الجهادي القاعدي، «ما أراه أنه لا وجود لهم في لبنان» يقول إبراهيم المصري نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية متحدثاً عن عناصر القاعدة. ويضيف أن كلام الظواهري «مبدئي، ولكنه لا يثير التفاعل بين الناس».
ويرى عمر المصري من قيادة الجماعة أن كلام الظواهري لا يمثل شيئاً على الساحة اللبنانية، ولكن «يراد تكبير الظواهري إعلامياً»، إلا أن تأثيره المحلي معدوم.
«أتمنى على المجتمع الدولي أن يتعظ» يقول الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي بلال شعبان، «أمام هول الدمار وتآمر بعض الدول العربية سيستفيق الناس ليجدوا أن ما يحصل في لبنان بعيد عن المنطق». وأضاف: «بصرف النظر عن موضوع أيمن الظواهري، بعد فشل إسرائيل في سحب سلاح المقاومة كان لا بد من وقف الانهيار الإسرائيلي» فأتى القرار 1701 ليحقق الشروط الاسرائيلية، «وتحت مفهوم السيادة باتت لدينا أسلحة دول عدة».
ومع كل سؤال عن الموقف من أيمن الظواهري ودعوته، يرد شعبان بالتركيز على الواقع اللبناني «بعد كل هذه الأعوام من المواجهات أعتقد أن اللبنانيين اعتادوا مواجهة الظلم، وإذا شعروا بأن القرارات الدولية تصب في مصلحة إسرائيل ــ وهي كذلك ــ فستكون هناك مواجهة لها»، مبدياً قناعته بأن اللبناني لن يصمت.
شعبان الذي يبدي قناعته بأنه لا وجود لـ «القاعدة» في لبنان يقول إن حال الظلم «تؤسس ليس لقاعدة بل لقواعد عدة، والظلم يصنع العجائب».
المسؤول الإعلامي في حزب التحرير أيمن القادري يرى أن الظواهري «يحاول استعطاف الشارع»، مذكراً بمحاولات دؤوبة جرت وتجري منذ عام إلى اليوم لزج لبنان داخل دائرة تنظيم القاعدة،
ويرى القادري أن هناك محاولات للإشارة إلى أن لبنان يصدر إرهاب القاعدة، نحو سوريا والعراق أيضاً، في إشارة إلى التفجيرات والاشتباكات التي حصلت بالأمس في سوريا. «إلا أن الواقع هو غير ذلك، فلو كانت هناك من خلايا للقاعدة في لبنان لوجب أن تمتد من العراق نحو سوريا وتخترق بعدها نحو لبنان»، بحسب القادري.
«لم تتشكل نواة حقيقية للقاعدة في لبنان» يجزم القادري، ولا إثبات على أرض الواقع لوجود مماثل، وإن كان احياناً يحصل تعاطف في إطار انسياق خاطئ مع طروحات القاعدة. وتأتي تأكيدات التنظيمات السنية إلى عدم التفاعل مع دعوة الظواهري لتفيد بأن أية عمليات منظمة ضد قوات الطوارئ تنفيذاً لدعوة الظواهري إلى رفض القرار 1701 «لا تقع في إطار الممكن حالياً»، وربما ليس في المدى المنظور.