راجانا حميّة
انطلق الموكب من أمام بيت الأمم المتّحدة (الإسكوا) في وسط العاصمة... عشر دقائق و«حطّ» في الضاحية الجنوبية. جال في المربّع الأمني متفقّداً ومدلياً ببعض التصريحات المناهضة «للهمجية»، وعاد بعدها إلى بلديّة حارة حريك ليعلن تضامنه مع «الشعب المنكوب» في عشر دقائق، ومن ثمّ «طار».
هذه مقتطفات من الجولة التي قام بها وفد من برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي على الضاحية الجنوبية، أمس، حيث لم تستغرق مدّة الزيارة أكثر من خمسين دقيقة، على الرغم من أنّها حدّدت مسبقاً على أن تكون ساعة، ولكن «مشاغل» الوفد حالت دون ذلك.
جولة «الخمسين» دقيقة هذه للوفد بدأت في المربّع الأمني بحضور منسّقة أنشطة الأمم المتّحدة والممثّلة المقيمة للبرنامج في لبنان منى همّام والمتحدّث باسم الأمم المتّحدة خالد منصور ومدير مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب محمّد مقلّد، إضافة إلى رؤساء بلديات المنطقة.
المحطّة الأولى في المربّع، خصّصها «الزوّار» لشارع السيّد عبّاس الموسوي. بعد ذلك، انتقل الوفد إلى خيمة العمل التطوّعي لإلقاء النظرة الأخيرة على «صور المجازر الإسرائيلية».
هناك، في الخيمة، لا يمكن لإيٍّ كان أن يخرج «من الضاحية من دون ضيافة»، وأصرّ المسؤول الإعلامي في حزب الله غسّان درويش على «المسؤولين» أن يشاركوه «فرحة الانتصار بفنجان قهوة». لكنّ الوفد ردّ الطلب شاكراً لضيق الوقت، ولأنّه من المقرّر بحسب برنامج الزيارة أنّ «فنجان القهوة انحسب على رئيس بلديّة الحارة».
بعد الخيمة، توجّه الوفد إلى تلفزيون المنار، وقبيل وصولهم إلى المبنى، ترجّلوا من «السيّارات» لإلقاء التحيّة على العاملين وأخذ صور تذكارية «مع المباني المدمّرة وبلاك يو.إن.دي.بي». عند تلفزيون المنار، حرص مرافقو الوفد والدكتور همّام على إبراز «الدور الهام الذي قامت به المنار خلال الحرب الأخيرة».
وبدورها، أشادت همّام، من على أنقاض المنار «بالصوت الذي لا يهزم»، معتبرة أنّه «من سوء حظ الإسرائيليين أنّهم لم يقدّروا عواقب المواجهة مع حزب الله». بعد المنار، قُرِّر اختصار الجولة بسبب «ضيق الوقت»، وانتقلوا مباشرة إلى مبنى البلدية لاختتام الجولة بمؤتمر صحافي «تضامني مع أهالي الضاحية».
ولكن المؤتمر تأجّل دقائق ريثما تحضر «المنار»، ففي هذا المكان بالذات «ما بيمشي شي بدونها، هون مطرحها»... وأعربت همّام باسم الأمم المتّحدة «عن تضامنها مع اللبنانيين حكومةً وشعباً»، مشيدةً «بالوحدة الوطنية التي أبدوها في الحرب الأخيرة». وتحدّثت عن برنامج «التنمية الاقتصادية والاجتماعية» الذي كانت الأمم المتّحدة قد باشرت بتنفيذ المرحلة الأولى منه عقب وقف إطلاق النار.
ويهدف هذا المشروع إلى دعم «قدرات البلديات من أجل تمكينها من القيام بدورها في تسهيل عودة الأهالي والقيام ببعض مشاريع التصليحات الأوليّة في النطاق البلدي، كإصلاح الطرقات وشبكات المياه والكهرياء وردم الحفر وإزالة الأنقاض، تستتبعها خطوات أخرى تتمثّل بتوفير المباني العامّة والإشراف عليها لإيواء السكّان من أصحاب البيوت المهدّمة».
تغطّي هذه المرحلة 98 بلديّة معظمها في الجنوب إضافة إلى بلدّية بعلبك، وقد رصد 800 ألف دولار أميركي ميزانيّة أوليّة من برنامج الأمم المتّحدة، من بينها 200 ألف دولار أميركي أعطيت لبلديات الضاحية الجنوبية.
ويستكمل برنامج الأمم المتّحدة تأمين الموارد من المانحين لاستكمال تنفيذ المشروع الذي تصل قيمته الإجمالية إلى 20 مليون دولار أميركي.
وقد وقّع المعنيّون إتفاقيات مع البلديات التابعة لأقضية النبطيّة ومرجعيون وبيروت وصور ويعلبك، وتراوحت قيمة الهبة ما بين 2000 و25 ألف دولار أميركي بالتناسب مع حجم الأضرار.
وفي مرحلة لاحقة، ستُوقع اتفاقيات مع البلديات الأخرى في محافظات البقاع والشمال ريثما تتوافر الموارد.