كارل كوسا
زيارة أولى لرئيس بلديّة باريس برتران دو لانويّيه إلى لبنان. كان من المفترض أن تحصل الزيارة منذ زمن بعيد، وأرجأتها أسباب مختلفة خلال فترات متعاقبة. فدو لانويّيه لا يخفي تعلّقه بلبنان منذ 30 عاماً، حين كان يعاشر لبنانيّين في باريس. بهذا الكلام، افتتح رئيس بلدية باريس جلسة صحافيّة عقدت في قصر الصنوبر، عدّد فيها أسباب زيارته، وهي، أوّلاً: التضامن مع الشعب اللبناني وإمداده بمساعدات إغاثيّة تكفي لعائلات عدّة، يسلّمها الصليب الأحمر الفرنسي إلى نظيره اللبناني. ثانياً، تقديم مساعدة عبر مؤسّسة «care» العالميّة لإيصال المياه المعدنيّة إلى القرى الجنوبيّة خصوصاً.
وعن التعاون الذي جرى التطرّق إليه بين بلديّتي باريس وبيروت، أفاد أنّه كان في إطار مساعدة النازحين وتحسين أوضاعهم، والعمل على إعادة تأهيل أحياء بيروت، وتجديد هندستها، إضافة إلى الحديث عن مشروع إنشاء متحف مستقبلي يروي سيرة تاريخ بيروت. وبما أن للفنّ دوراً حضاريّاً، تكلّم عن عمل فني لبناني ـــ فرنسي مشترك يحضّر له مع فرقة «theatre du rond-point»، إضافة إلى تخصيص مهرجان للسينما اللبنانيّة في باريس يقام في تمّوز المقبل. في معرض زياراته للبنان، توقّف دو لانويّيه عند أحد الجسور التي قدّمتها فرنسا ليحيّي العسكريين الفرنسيين ويشكرهم على «مهمّة السلام التي يتولّونها». «لبنان بلد مذهل ورائع»، هكذا وصفه دو لانويّيه، مشيداً بغناه النابع من تنوّعه، ومتمنيّاً على اللبنانيين المحافظة على نعمة التنوّع وعدم تحويلها نقطة ضعف. يحبّ دولانوييه «أطفال لبنان وإسرائيل وفلسطين على حدّ سواء»، ولكنّه في الآن عينه يتمنى من هيئة الأمم المتحدة أن تُمكِّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه كافة، وأن تُقبَل «اسرائيل» مِن جيرانها. وشدّد دو لانويّيه على «ديموقراطية» لبنان التي اختارت الأكثرية، ورأى الاختلاف في الآراء أمراً طبيعياً. لم يزر الضاحية لأن «رئيس بلدية بيروت كانت لديه ظروف تمنعه من اصطحابه»! وردّاً على سؤال، قال: أكثر ما لم يرقني هنا هو العذاب الناجم عن الحرب الأخيرة والحروب الماضية، الذي ما زال يقاسيه بعض اللبنانيّين».