strong>حمل اللقاء الوطني بعنف على «المجموعة الحاكمة المتخاذلة»، مكرراً مطالبته بتأليف حكومة اتحاد وطني، مؤكداً تمسكه بالمقاومة وبسلاحها.عقد اللقاء الوطني اللبناني اجتماعه الدوري امس برئاسة الرئيس عمر كرامي وشارك فيه للمرة الاولى النائب السابق فيصل الداوود فيما غاب عنه الوزير السابق سليمان فرنجية لدواع صحية. وإثر الاجتماع تلا نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي بياناً انتقد في مستهله زيارة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الى لبنان، واعتبر «استقبال الحكومة ورئيسها لمن شارك في ارتكاب المذابح ضد شعبنا طعنة في كرامة كل لبناني».
ودعا البيان الشعب اللبناني الى «الدفاع عن الحرية والسيادة والاستقلال ورفض كل وجود عسكري او امني اجنبي سواء تحت عنوان مسرحية مراقبة الموانئ او مهزلة حراسة الجسور»، محذراً «المجموعة الحاكمة التي تسعى لاقامة نظام امني تحت الوصاية الاجنبية بأن اهدافها وارتباطاتها معروفة».
وأكد البيان ان لبنان «قوي بمقاومته لا بضعفه»، مستغرباً رفض «المجموعة الحاكمة قيام حكومة اتحاد وطني لتحقيق التوازن المفقود والتأسيس لقيام دولة قوية قادرة وعادلة ومقاومة».
وشدد البيان على تمسكه بالمقاومة وبسلاحها «حتى استعادة كل الحقوق الوطنية بما فيها تحرير الارض والاسرى»، داعياً الى «قيام اوسع تحالف انقاذي وطني لتخليص البلاد من حكم القناصل ومن مخاطر الوصاية الاجنبية».
وذكر البيان ان «لا بديل من الجيش اللبناني القادر الذي حذرنا مسبقاً من محاولة محاصرته عبر المجموعة الحاكمة الراغبة في فرض نظام امني تحت الوصاية المرتبطة بالمشروع الدولي ـ الاقليمي، بعدما عجزت عن اخضاع الجيش لأهدافها والسعي من دون جدوى الى فتنة بين الجيش والمقاومة التي يتمسك جميع الوطنيين الاحرار والشرفاء بتلاحمها في الدفاع عن لبنان وشعبه».
ولفت الى ان «رحيل هذه الحكومة هي النتيجة السياسية الطبيعية التي يرتبها الفشل الملازم للمجموعة الحاكمة والعاجزة والمتخبطة».
وفي حوار مع الصحافيين سئل الفرزلي عن رأي اللقاء الوطني اللبناني في الجزء الاول من المقابلة التي ادلى بها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الى محطة «الجزيرة» فقال: ان البيان الذي صدر أخيراً نتيجة احتشاد قوى 14 شباط كان لا بد من ردة فعل وموقف على ما تضمنه من استهدافات تشكل ارضية واضحة ليس فقط للنيل من المقاومة او انجازاتها او للحؤول دون توظيف انتصارها، بل ايضاً للاساءة الاستراتيجية لجهة وضع لبنان في خانة وظيفة سياسية خطرة في المنطقة تدخله وتقحمه في سياسة المحاور. وهذه مصلحة يربأ بها لبنان. لذلك نحن ننظر بإيجابية الى موقف سماحة السيد لانه عبر عن وجهة نظرنا منذ اشهر عديدة حتى منذ تاريخ الانتخابات النيابية حتى اليوم، وكنا نقول ونردد أن هذه السياسة المتبعة ستأخذ لبنان الى حيث لا يكون، وهكذا وصلنا الى ما وصلنا اليه. فهذا الموقف قد يساهم عبر حالة جهوزية معينة ان يعود بأصحاب هذا المخطط الى رشدهم للحؤول دون غوص لبنان اكثر واكثر في مناخات الفتنة والانقسام».
وسئل الفرزلي: هل سنشهد تحركاً شعبياً او ضغطاً نيابياً سياسياً يؤدي الى تغيير الحكومة؟ أجاب: «ما نتمناه هو ان يكون الحوار هو المدخل. عندما تفكر في هدف نبيل كهذا الهدف لا تفكر في الوسيلة التي قد تقلق البعض، نحن حريصون اشد الحرص على وحدة اللبنانيين وعلى عدم التعبير عن اي ظاهرة من شأنها ان تعكس حالة اللاوحدة بين اللبنانيين».
من جهته قال الوزير السابق طلال ارسلان لـ«الأخبار» ان مسألة تشكيل حكومة اتحاد وطني والمواقف التي اعلنها السيد نصر الله استحوذت على حيز واسع من اجتماع اللقاء امس، اذ رأى المجتمعون ضرورة استقالة الحكومة الحالية واعتبروها بحكم الساقطة والفاقدة للشرعية الشعبية.
واتهم ارسلان الحكومة بأخذ البلاد الى «مخططات مشبوهة تعيدنا الى نقطة الصفر، وتنسف معها روحية اتفاق الطائف ومقوماته».
ولفت ارسلان الى ان كلام السيد نصر الله «جاء ليؤكد قناعتنا بضرورة رحيل الحكومة، كما يؤشر الى اتجاه حزب الله لحسم موقفه منها». ورداً على سؤال ما اذا كان اللقاء قد بحث في مسألة النزول الى الشارع لاسقاط الحكومة اجاب بأنه «لم يجر التطرق الى هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد».
(الأخبار)