فتحت قوى 14 آذار النار على مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في لقائه التلفزيوني الأخير. وتولّى معظم الردود وزراء ونواب في تيار المستقبل، هاجموا «لغة الميليشيات» و«الصراخ والعويل والشتائم». وكان القاسم المشترك في هذه الردود «تحدي» حزب الله أن ينشر الوثائق التي أعلن أنه يملكها، والدفاع عن زيارة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بالهجوم على دولة قطر وأميرها، والتذكير بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومساعدها ديفيد وولش.وفي هذا الاطار، رأى وزير الداخلية والبلديات بالوكالة الدكتور احمد فتفت في حديث تلفزيوني، أن «الكلام الذي ارتفعت حدته في الايام الماضية، لا يوحي بأن من ينطق به هو منتصر بالفعل». وقال ان «لغة التخوين والاتهامات بالعمالة الموجهة الى فريق الأكثرية تساوي التكفير والدعوة الى القتل»، داعياً حزب الله الى «كشف وثائق يقول البعض انها تثبت خيانة وعمالة الاكثرية، اذا وجدت هذه الوثائق»، وقال إن كلام نصر الله عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «استفزّ مشاعر الكثيرين».
واستغرب فتفت ما أثير عن زيارة بلير، مستذكراً محادثات رايس مع بري «المكلف الرسمي من حزب الله»، وزيارة امير قطر «الذي قال إنه اتصل باسرائيل، وقيل إن مطارات دولته استُعملت لنقل الاسلحة الى اسرائيل». ودعا الحزب الى «تغيير لغته لأنها تثير كثيراً من الهواجس، في حين كانت الاكثرية ولا تزال صادقة، ولم تخلف أي التزام وعدت به او اعطته».
كذلك «تحدّى» النائب مصطفى علوش «قيادة حزب الله أن تنشر الوثائق التي قالت إنها تملكها عن اتصالات جرت بين اعضاء في الحكومة واسرائيل خلال فترة الحرب». وقال إن «هذا المستوى المتدني من التخاطب لم يعد مقبولاً بعد اليوم. ثم كيف يتوجهون الى رئيس الحكومة بهذا الكلام الرخيص في حين انهم استقبلوا خلال الحرب رايس وولش من دون كل هذا الصخب الكبير، كما استقبلوا بالاحضان من نقلت عبر القاعدة العسكرية الاميركية في بلاده القنابل الذكية التي قتلت اطفال لبنان».
ورأى النائب عمار حوري في مواقف «الايام القليلة الماضية، حملة صراخ وعويل وشتائم أعادتنا بالذاكرة الى لغة الميليشيات، التي تصر على إلغاء الرأي الآخر، وتمجيد الذات أمام المرآة»، ودافع عن السنيورة و«الرمزية التي يمثلها». وقال: «للديموقراطية أساليبها، بعيداً من التحريض الاعلامي ومن التهديد بالشارع، الذي يقابله شارع سعينا ايضاً الى ضبطه».
وتضمّن تصريح للنائب انطوان اندراوس، تركيزاً على الشيعة «هذه الطائفة المحترمة»، فدعاها الى النهوض «من هذا الاستئثار بمصيرها لتعيش عيشاً كريماً في منأى عن الحروب لأجل هذا المحور وذاك»، وقال «ان الدولة لم تقصّر يوماً تجاه هذه الطائفة (...) ولا يمكن السيد حسن مصادرة قرار اكثرية اللبنانيين فقط لأنه يمثل اكثرية الطائفة الشيعية». ورأى أن الأمين العام لحزب الله «انزلق الى موقع لا يليق به من خلال اللجوء الى اساليب خارجة عن المألوف السياسي والتقاليد اللبنانية السامية المتعارف عليها». كما رأى في خطابه «تحريضاً وتخويناً واستنفاراً طائفياً».
ومن خارج تيار المستقبل، دافعت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض عن السنيورة «رجل الدولة الذي سهر ليلاً ونهاراً ليقوم بكل الاتصالات المطلوبة كي نتمكن من الوصول الى وقف العمليات العدوانية، ولنتمكن من تثبيت هذا الوقف ليصبح وقف نار دائماً. وهو الذي تمكن من لفت العالم الى لبنان، وتمكن من أن يوحد العرب حول هذه القضية اللبنانية، هو الذي حقق ما نعتبره إنجازاً ديبلوماسياً بالوصول الى القرار 1701». ورأت أن هذه الحكومة «أنجزت الكثير وحافظت على وحدة لبنان واللبنانيين».
ورفض النائب سمير فرنجيه اعتبار ما يحصل بأنه سجال بين 14 آذار وحزب الله، ورأى أن هناك رد فعل عصبياً من الحزب ودعاه «الى استخلاص الدروس والعبر من تجربة الحرب. والعودة الى الحوار وأن يكون شريكاً في تحديد المرحلة المقبلة من تاريخ البلد ووقف كل حملات التخوين والتهديد»، لافتاً الى أن الحزب شريك في الحكومة التي وافقت على القرار1701.
وحمل مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين على حزب الله متهماً إياه بـ«الارتباط بولاية الفقيه في إيران على حساب لبنان»، وبـ«تعطيل مشروع الدولة. ودعا المقاومة الى الانخراط في الجيش» مشيراً الى أن هذا الأمر ليس فيه انتقاص لحزب الله.
(وطنية)