شتورا ـــ نيبال الحايك
بعد «نزوح» و«تهجير» قسري للعمال السوريين من لبنان خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، بدأت الحدود اللبنانية تشهد موجات كبيرة من العمال الذين بدأوا بالتوافد إلى لبنان منذ بدء سريان ما يسمى «وقف النار» في أواسط شهر آب الماضي.
وقال مصدر في نقطة «أمن عام» المصنع الحدودية في البقاع لـ«الأخبار» إنّ حوالى أربعة آلاف سوري يدخلون لبنان يومياً من نقطة المصنع. و«هذا الرقم هو نفسه تقريباً منذ 14 آب الماضي وحتى اليوم (أمس)، وجلّهم من العمال الذين بدأوا بالتوافد الى لبنان، ولا سيّما أنّ إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي تتطلب يداً عاملة بأعداد كبيرةالمشهد عند نقطة المصنع بدا مختلفاً جداً عمّا كان عليه إبّان العدوان الإسرائيلي. فالعمّال الذين غادروا على وجه السرعة بدأوا بالعودة، وأيضاً على وجه السرعة. وأوضحت أرقام نقطة المصنع أنّ أكثر من 150 ألف مواطن سوري دخلوا إلى الأراضي اللبناني منذ انتهاء العدوان من نقطة عبور المصنع فقط.
ويقول العامل أحمد أبو حسين العائد من ضواحي دمشق بعد «نزوح» قسري إنه كان في لبنان قبل فترة العدوان الإسرائيلي و«اضطررت إلى العودة إلى سوريا خوفاً من القصف، ولأن صاحب العمل هنا طلب منا المغادرة بعد توقف ورشة بناء في الجنوب».
«الحياة صعبة ولقمة العيش مرة». هذه العبارة ردّدها أبو قاسم، زميل أحمد السيد، الذي كان يحمل كيساً كبيراً في داخله ثيابه وبعض المواد التموينية التي أحضرها من منزله». ويضيف «كل سوري يأتي الى لبنان من أجل العمل، ورغم ظروف لبنان الصعبة فهو لا يمنع العمال السوريين من المجيء اليه والسعي وراء لقمة عيشهم».
السيدة أم أحمد من منطقة ادلب في سوريا أتت الى لبنان منذ أعوام بعد أن توفي زوجها وترك وراءه خمسة أولاد: «يحتاجون الى مصروف كبير لتربيتهم». غادرت لبنان قسراً، وعادت أمس عبر نقطة المصنع، تقول: «صرنا نحس لبنان بلدنا وما في فرق بين سوريا ولبنان بالنسبة الينا. ولكن يمكن عند اللبناني في هذا الوقت فيه كتير فرق»، ختمت أم أحمد المصرة على البقاء في لبنان.