نبّه المرجع السيد محمد حسين فضل الله الى أن الإدارة الأميركية «التي تتميز بجهل غير مسبوق (...) تعمل ــ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ــ على تقويض مشروع الدولة في لبنان عبر انحيازها الى فريق لبناني معين، وسعيها الى قيادة الحركة السياسية اللبنانية بالمستوى الذي يتجه بالبلد إلى الصدام السياسي الذي قد يتصاعد ويدفع بالبلد نحو انقسامات خطيرة». وأكّد أنها «ليست مع مشروع الدولة في لبنان وليست صادقة عندما تتحدث عن دعم هذا المشروع».ولفت أمام وفود عربية ولبنانية زارته في الضاحية الجنوبية، الى أن هذه الإدارة «تريد دولة تعمل لحسابها كما تريد تغليب فريق لبناني على فريق آخر في إطار لعبة تخدم فيها مصالحها ومصالح إسرائيل». كما رأى انها لا تزال «تنفخ في نار الفتنة من خلال سفيرها تارة ومن تستخدمه أخرى، ومن خلال سعيها للتأسيس على ما أحدثه العدوان الإسرائيلي على لبنان من انقسامات كانت واشنطن المسؤول الرئيسي عنها عبر الهمس السياسي الذي مارسته وزيرة خارجيتها ومساعدوها لدفع البعض إلى التصعيد في مواقفهم وعبر تشجيع الكثيرين على الدفع بالأمور إلى مستويات خطيرة، حتى إنه نقل عن بعض المسؤولين الأميركيين استغرابهم لعدم قدرة البعض في لبنان على التحرك على الرغم من الفرص التي صنعتها أميركا لهم». وإذ شدد على أن «أن المطلوب هو الحد الأدنى من الوطنية»، رأى «أن هناك من يريد لوتيرة الإعمار أن تخضع للوتيرة السياسية التي يجلد فيها البلد مجدّداً تبعاً لما تريده الإدارة الأميركية». وقال: «لا يمكن بناء دولة جديدة بعيداً عن عنصر الثقة الذي يقدم للجميع بالممارسات لا بالمماحكات، إضافة إلى عنصر القوة والحماية للوطن الذي ينطلق على أساس العدل أولاًَ، ثم على أساس البناء المادي للقوى الحامية للوطن وعلى رأسها الجيش الوطني».
(وطنية)