رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني «أن اتهام الإسلام بالانتشار بالسيف (...) صادر إما عن جهل وعدم معرفة، أو عن قصد في تشويه الإسلام لصرف الناس عن تعاليمه السامية». وقال في بيان إن ما صدر عن البابا بنديكتوس السادس عشر «غير صحيح، والإسلام نهى عن العنف في حياة الإنسان، وما يشاع بخلاف ذلك هو من أخطاء الناس التي لا يحملها ولا يتحملها الدين».وأشار المرجع السيد محمد حسين فضل الله في خطبة صلاة الجمعة إلى أن «الكلام المنسوب إلى البابا يدل على أنه لا يملك ثقافة علمية موضوعية عن الإسلام الذي تحدث عن العقل كقوة مقدسة لا بد للناس أن يأخذوا بها، ودعا إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. أما الجهاد فهو دفاعي ووقائي كما هو في كل الحضارات، وليس جهاداً عدوانياً». ودعا البابا «إلى قراءة واعية علمية دقيقة للإسلام، وعدم الخضوع للإعلام المعادي الذي تقوده اليهودية والإمبريالية». وطالبه بـ «الاعتذار شخصياً ــ لا من خلال مصادره ــ للمسلمين، على هذه القراءة الخاطئة التي لا نريد لموقعه الديني أن يقدمها للعالم». ورأى فضل الله من جهة أخرى، أن «توسعة إسرائيل للخط الأزرق تحت سمع قوات اليونيفيل وبصرها يوحي أنها لا تملك منع إسرائيل من أي اعتداء على الأرض اللبنانية»، لافتاً إلى «أن الحكومة اللبنانية لم تقدم احتجاجاً إلى مجلس الأمن على هذا الخرق». واستنكر تصريح المستشارة الألمانية الذي يعني «أن دور قوات اليونيفيل هو حماية إسرائيل لا لبنان، وهو ما يفرض على اللبنانيين أن يراقبوا التطورات التي يمكن أن تحدث في تفاصيل حركة اليونيفيل».
وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة إن «الإسلام دين الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، والجاهل بالإسلام هو عدو لنفسه وللقيم الإسلامية وللمبادئ والأصول وللأنظمة التي جاء بها النبي محمد». وشدد على «أن المقاومة في لبنان ليست إرهاباً، ودينها ليس دين إرهاب واتهامها بالإرهاب تجنٍّ واعتداء مرفوض». وتساءل: «لماذا لا يقال إن الإسرائيليين إرهابيون؟ ولماذا هذا التهجم في هذا الزمن؟ هل لأن إسرائيل هُزمت وكُسرت شوكتها في تحديها للمقاومين؟».
وسأل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في خطبة الجمعة: «إذا كنا من أجل تحرير أسير دفعنا ثمناً هو تدمير لبنان من قبل العدو الإسرائيلي المجرم، فهل نحن قادرون على دفع ثمن حرب أهلية لإدخال حليف إلى هذا الموقع أو ذاك؟». وتساءل مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطة: «ألم يستقبل رئيس مجلس النواب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وديفيد ولش ومسؤولين غربيين كانوا مشاركين مباشرة في العدوان على لبنان؟ ولمصلحة من محاولات فرط الحكومة؟ وما هي كلفة ذلك؟»
(وطنية)