strong>استمرار احتلال مزارع شبعا يعيد التوتر
هافانا ــ الأخبار

غادر رئيس الجمهورية، إميل لحود مساء أمس هافانا بعد اختتام قمة دول عدم الانحياز ، إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث يلقي الخميس كلمة لبنان في الجمعية التي تبدأ جلساتها غداً. وستكون للرئيس لحود خلال وجوده في نيويورك لقاءات تتناول التطورات في لبنان والمستجدات بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.
والتقى لحود قبيل انتهاء القمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في حضور ووزير الخارجية فوزي صلوخ والسفير المنتدب إلى كوبا عزيز القزي، فشكر له دعم الجزائر للبنان خلال العدوان الإسرائيلي الأخير والمساعدات التي أرسلتها إلى النازحين، فضلاً عن التأييد السياسي في المحافل الإقليمية والدولية. وأعرب الرئيس بوتفليقة عن عاطفته تجاه لبنان وشعبه مهنئاً بالنصر الذي تحقق على العدو الإسرائيلي، منوهاً بصمود رجال المقاومة الوطنية وبدورهم الأساسي في تحقيق التحرير عام 2000، ثم دحر قوات الاحتلال في آب الماضي. وعرض لحود للرئيس بوتفليقة المعطيات التي رافقت العدوان الإسرائيلي وصدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، مشيراً إلى «أن إسرائيل خرقته مراراً عدة بعد صدوره»، ومؤكداً أن «لبنان لن يتنازل عن حقه في استعادة مزارع شبعا اللبنانية، لأن استمرار بقائها تحت الاحتلال يعني أن إسرائيل لا تريد عودة الاستقرار والأمن إلى المنطقة الحدودية».وشدد على ضرورة إنهاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان موضوع مزارع شبعا في أسرع وقت ممكن لنزع الفتيل الذي يمكن أن يعيد التوتر إلى الجنوب.
وتوافق لحود وبوتفليقة على «ضرورة الاستفادة من التأييد الواسع للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي من أجل تحقيق المزيد من المكاسب، ولا سيما استعادة مزارع شبعا، وأن التنسيق مع سوريا في هذا المجال ضرورة تفرضها العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين والتي ينبغي أن تبقى مباشرة ومن دون تدخل أحد».
وأبلغ لحود نظيره الجزائري أنه سيطرح خلال وجوده في نيويورك سلسلة أفكار يمكن أن تساعد في عملية تحريك السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى «أن مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002 هي الأساس لأي تحرك في هذا الاتجاه».
والتقى لحود رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، وبحث معه في عدد من المواضيع المتصلة بالتطورات الأخيرة. من جهته أكد الوزير صلوخ «أن لبنان حظي باهتمام كبير في قمة دول عدم الانحياز»، وقال: «إن وفوداً عديدة لبلدان بعيدة عن لبنان تقدم مسؤولوها منا وأعربوا عن تقديرهم وإعجابهم بالمقاومة الوطنية اللبنانية». وأوضح أن «لبنان نال حصة كبيرة ومعتبرة في هذا المؤتمر سواء من ناحية النقاشات التي جرت خلاله أو القرارات التي صدرت عنه»، مشيراً إلى «أن القرار الذي يتحدث عن لبنان دان العدوان الإسرائيلي بشدة، وحمّل إسرائيل مسؤولية جرائمها، وطالبها بالتعويض على لبنان، كما طالبها باحترام سيادة لبنان أرضاً وبحراً وجواً وبتنفيذ القرار 1701 بحرفيته من دون تملص أو تحايل. كما أكد القرار خطة النقاط السبع التي قدمتها الحكومة اللبنانية، وعلى ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للبنان بإعادة الإعمار وبدعم الاقتصاد الوطني فيه. كما حيا المؤتمر المقاومة البطولية الباسلة للشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي».