strong>هل يقترب التيار الوطني الحر نحو هدفه الذي سعى إليه منذ بدأت ملامح التيار بالظهور عام 1988 وهو أن يكون “الخيار اللبناني هو الحل”؟
المعلومات المسربة عن زيارة العماد ميشال عون الخاطفة إلى بلجيكا، تدفع إلى الأمام فكرة "لبنانية الحل" التي ينادي بها ، وتنبئ بأن عون كان يحمل في حقيبته ملفاً شائكاً يتصل حكماً بأبعاد الحرب الأخيرة على لبنان كما أن له صلة بالعلاقة الأقوى التي باتت تربط التيار بحزب الله.
وتشير أوساط التيار إلى أن حزب الله لن يدخل إلى الدولة التي يتكلم عنها "البريستوليون" بل الدولة القوية التي يعمل لأجل قيامها العماد عون. وهي دولة "الديموقراطية التوافقية" التي تتسع لجميع اللبنانيين. وفي هذا السياق، يأتي تسليم الحزب ملف الأسرى، للعماد عون ليرفع من رصيده ويضعه على السكة الصحيحة ويُوصل إلى العالم نظريته، الواقعية بنظر الحزب، التي تنادي بتبادل عادل للحقوق بهدف إنهاء الصراع العسكري بين لبنان وإسرائيل.
ولعل الدليلين شبه القاطعين على الدور المحوري لعون في هذه المرحلة، في ظل إصرار عون وجبران باسيل، القيادي في التيار الذي رافق عون في رحلته، على إخفاء تفاصيل الرحلة القصيرة جدًا الى بروكسل، هو أولاً وضع السلطات البلجيكية طائرة خاصة بتصرف عون. ثانياً لقاؤه المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ، الذي لم يلتق عون قبل عشرين يوماً حين زار لبنان. علماً أن عون لم يلتق في بلجيكا مناصرين عونيين كما جرت العادة في زياراته الخارجية.
أما الأنباء التي سربتها بعض الصحف عن تفاصيل الطائرة العسكرية البلجيكية، والمونسينيور جان إبراهيم عبود الذي كان ينتظر عون على متن الطائرة، والذي كان سبق أن قام بزيارات مكوكية أثناء الحرب، بين الرابية وبروكسل وتل أبيب. فهي جميعها معلومات نظمت تسريبها وزارة الداخلية وفقاً للمصادر العونية بهدف إشاعة جو من البلبلة حول لقاء العماد عون شخصيات سبق أن عاشت في إسرائيل بهدف الإساءة إليه ، والتشكيك بمواقفه الأخيرة.
واللافت أنه بعد عودته من بروكسل استقبل عون في حضور باسيل السفير الأميركي جيفري فيلتمان الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح، قبل أن يصل بعده بعشرات الدقائق، وفد برلماني إيراني، الذي جاءت زيارته وفقاً للمصادر العونية في سياق الزيارات التي يقوم بها للمسؤولين اللبنانيين. وسيزور الرابية اليوم، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، غير بيدرسون، الذي يقول عارفوه إنه يتحدث عن عون “بطريقة مفعمة بالحماسة، تُقلق سياسيين كثراً”. وتأتي الزحمة الديبلوماسية للدولة المتصارعة في باحة الرابية، بالتزامن مع تعديلات في خطاب التيار الوطني الحر، وخفض حدة التصعيد وتصويب بعض النقاط. إذ قال النائب سليم سلهب إن ثمة سعياً لوضع عدد من أوراق التفاهم مع عدة فرقاء، للوصول إلى قاسم مشترك، يفتح المجال أمام التوافق. ورأى أن لا شيء يمنع من التوصل الى ورقة تفاهم مع الأكثرية، تماماً كما حصل مع حزب الله.
في السياق نفسه، دعا النائب إبراهيم كنعان إلى "تغيير الحكومة وليس إسقاطها" كمدخل للشروع في عملية بناء الدولة القائمة على مبدأ الشراكة والتوازن والتمثيل الصحيح. وأوضح أن "تقويم أداء الحكومة لا يعني تقويم رئيسها، فالحكومة غير رئيسها. وعندما نحملها المسؤولية، لا نهددها لكن ننبهها، لأن الاستحقاقات القادمة كبيرة جداً ولا يمكن تغطيتها بأي أعذار واهية”. وحمل كنعان على "المواقف التي لا تقدم أي تصور مستقبلي أو حلول جدية قابلة للنقاش".
(الأخبار)