ريتا شاهين
القداس الاحتفالي في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية الذي تقيمه رابطة سيدة إيليج ــ ميفوق تحوّل الى لقاء حاشد ضم أكثر من 1500 شخص من الرابطة وأهالي الشهداء والمناصرين، وأقيم في موعده على رغم الشائعات التي سرت وتناقلتها وسائل الإعلام حول إمكان إلغاء هذا الموعد بعدما أرسلت أكاليل وأضيئت الشموع قرب أضرحة الشهداء بإيعاز من رئيس أحد التيارات السياسية قبل يومين من موعد القداس الذي أصبح تقليداً سنوياً منذ عام 1995.
وأطلقت خلال القداس مواقف سياسية دعت الى «النضال والتمرد على التفرد»، كما دعت الى «احترام الأمكنة المقدسة والدخول إليها بشكل لائق وليس كاللصوص».
وكان لافتاً في القداس غياب صور كل من الرئيس الشهيد بشير الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع التي كانت ترفع عادة في السنوات السابقة، فيما تعددت الأعلام للمرة الأولى، فرفعت أعلام القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار وحراس الأرز والرابطة. واحتفل بالذبيحة الإلهية كاهن الرعية الأب جوزف دكاش، الذي ألقى عظة ثمّن فيها الشهادة مشيراً أنها «معمودية جديدة وأن الشهيد شريك بالفداء».
وتوجّه الى «جميع الحاضرين والغائبين حتى نقول إن سيدة إيليج، هذا المعبد الشاهد على تاريخ الموارنة والمسيحيين، ليس مكاناً سائباً لجماعة يدخلون إليه كلصوص سارقين لأنهم لم يدخلوا من الباب (...) ظنوا أنفسهم يحملون أكاليل غار وإذا حملوا هذه الأكاليل يمكنهم أن يتنكروا لهذا المكان».
أضاف دكاش: «عيب التنكر لسيدة إيليج التي ركعنا تحت أقدامها من أجل فك الأسر... يريدون تغيير التاريخ، سيبتلعهم التاريخ».
كما ألقى رئيس الرابطة الياس الحويك كلمة أكد فيها «أننا لسنا حفاري قبور، ندفن موتانا ونرحل، ولسنا رفاق مواسم نفتح المدافن حين تنادي المصالح ونغلقها حين تزول الغايات، بل نحن رفاق».
وأضاف: «نضالنا نضال أحرار وتمردنا تمرد على الذات، وتمرد على الذاكرة كي لا تنام، وتمرد على التفرد كيف لا يتحكم. لا شيء تغيّر كثيراً عن أيلول الذي مضى. الجلاد لا يزال قرب الباب ومعه القهر والسيف والخطر، والقيامة التي نحلم بها لم تكتمل بعد، أو هي على مرمى حجر». ودعا الحاضرين: «لا تدعوا الذاكرات المعلبة تستنزفكم فنتابع المسيرة، المسيرة التي بدأناها مع شهدائنا منذ ثلاثين عاماً في ظروف أشد صعوبة وأكبر خطورة وأفق أكثر انسداداً».