مخيم نهر البارد ــ نزيه الصديق
في ظهور جديد هو الثاني شمالاً، والثالث لبنانياً، أقام حزب التحرير لقاء سياسياً في قاعة النورس في مخيم نهر البارد في الشمال عصر أوّل من أمس، حضره حشد من المواطنين ومن قياديي المخيّم. تحدّث في اللقاء رئيس المكتب الإعلامي للحزب في لبنان الدكتور أيمن القادري فأكد مواقف الحزب الأساسية من اليهود وإسرائيل والولايات المتحدة، و«سرد بواعث رفض القرار 1701 الذي تضمن التركيز على نشر قوات الطوارئ في الجانب اللبناني ليحول دون استعمال السلاح المناوئ لذلك الكيان الغاصب».
ورفض القادري زيارة بلير واستقبال وزيرة الدفاع الفرنسية. كما أعرب عن إفلاس المراهنين من الفلسطينيين على المفاوضات مع العدو الإسرائيليكذلك تحدّث أحد مشايخ الحزب في المخيّم، غسان عزّام، عن هدم الخلافة، ورأى أن كلام البابا عن الإسلام «يندرج في إطار افتراءات عديدة تجرّأ عليها الذين وجدوا أنه لا راعي للأمة يصون عقيدتها».
ويمكن التوقف في الكلام الوارد على ألسنة المسؤولين في الحزب عند أمرين: الأول، رغم عدائه المطلق لإسرائيل، لم يأت المتحدّثون على ذكر لحزب الله الذي لا يختلف اثنان على قيادته للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي في هذه المرحلة. والثاني، أن المتحدّثين أعربوا عن مواقف ذات صفة مذهبية في استعراض أسباب فشل القيادة الحالية للأمة عبر «الركون إلى دولة أبادت آلاف المسلمين، كالنظام السوري، أو عملت على بذر الفتن المذهبيّة كالنظام الإيراني، أو حافظت على العلاقات الآثمة بكيان يهود، كالنظام المصري». ويثير هذا الموقف تساؤلاً عن التوقيت المترافق مع تاريخ تقديم الحزب للترخيص بالعمل وهو في 19\7\2005، وتاريخ إعطائه هذا الترخيص وهو في 11\6\2006، أي في ظلّ حكم الأغلبية الحاكمة في لبنان، وتوافق مواقفه مع مواقفها من سوريا وإيران.
وفي اتصال مع مسؤوله أمير مكناس، أكّد أن «مواقف الحزب ليست جديدة، وهي وردت في بياناته منذ العام 1986، وما نشره من بيانات، وأدبيات بعد ذلك التاريخ». ولفت إلى أن «أول ظهور علني له كان ضد زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي إلى لبنان في آب 2004، حيث دعا إلى اعتصام جماهيري في الجامع المنصوري بطرابلس». أما ما تناوله من مواقف من النظام السوري فهي ليست جديدة، وهذا هو الرأي الثابت للحزب، مركّزاً على أن «الموقف المعادي للنظام السوري لا يعني الموقف من الشعب السوري الذي هو شعب شقيق وجزء عزيز من الأمة الإسلامية».