قال الجيش الإسرائيلي أمس، إن قواته انسحبت من أكثر من 80 في المئة من الأراضي اللبنانية التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة. ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين بارزين قولهم إنهم يأملون في أن يكتمل الانسحاب من جنوب لبنان بحلول العام اليهودي الجديد، في 24 أيلول. لكن الجيش عاد وأوضح أن سرعة الانسحاب تتوقف على نشر قوات اليونيفيل بالكامل.وقالت متحدثة باسم الجيش «ليس هناك تاريخ محدد لانسحاب كامل. هذا يتوقف على أشياء كثيرة منها التطورات في الميدان. لكننا نريد انسحاباً كاملاً في أقرب وقت ممكن».
ومنذ انتهاء القتال بهدنة هشة في 14 آب، يسلّم الجيش الإسرائيلي السيطرة على جنوب لبنان إلى قوة اليونيفيل التي تمثل قوة حفظ السلام في المنطقة بعد زيادة حجمها.
وكان قرار مجلس الأمن الدولي الذي قاد إلى وقف إطلاق النار، قد دعا إلى نشر 15 ألف جندي من اليونيفيل الى جانب عدد مماثل من أفراد الجيش اللبناني في جنوب البلاد. وهناك حالياً قوات حفظ سلام دولية قوامها 4600 فرد في جنوب لبنان. وتحتفظ قوات الاحتلال الإسرائيلية بالسيطرة على قطاع محدود من الأراضي على امتداد الحدود الجنوبية.
من جهة ثانية، بدأ الجنود الفرنسيون التابعون للقوة الدولية المعززة (يونيفيل) انتشارهم في جنوب لبنان. ويتوقع أن تتوجه وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري إلى الناقورة حيث مقر قيادة قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان. وتلتقي الوزيرة الفرنسيّة قائد القوة الدولية الجنرال الفرنسي آلان بلّيغريني، علماً ان قيادة هذه القوة ستنتقل الى ايطاليا في شباط 2007.
وقالت اليو ماري في حديث الى صحيفة «لوريان لوجور» اللبنانية، إن جنوب لبنان الذي يتمتع حزب الله فيه بنفوذ كبير «يجب ان يصبح منطقة يسيطر عليها الجيش اللبناني بالكامل بمساعدة قوة اليونيفيل المعززة». ودعا حزب الله السبت قوة الامم المتحدة الى التزام الصلاحيات التي جاءت على اساسها.
وصرح مسؤول الحزب في جنوب لبنان نبيل قاووق لوكالة فرانس برس «يهمّنا أن تلتزم قوة اليونيفيل الصلاحيات التي جاءت من اجلها، وهي منع اسرائيل من التعدي على لبنان وحماية السيادة اللبنانية».
وغادرت أمس قافلة فرنسية أولى، تضم نحو عشر آليات خفيفة، بيروت تمهيداً لانتشار 900 عنصر يمثّلون اول كتيبة فرنسية تابعة لليونيفيل. وسيتمركز عناصر هذه القافلة في بلدة دير كيفا شرق مدينة صور. وخلال الايام المقبلة، ستتوجه الى الجنوب اربع عشرة دبابة فرنسية من طراز لوكلير بعدما طليت بالابيض، وباتت تحمل شعار المنظمة الدولية. وتضم الكتيبة الفرنسية في مجموعها الفي عنصر، وهي الثانية من حيث العديد بعد الكتيبة الايطالية. وسينتقل الجنود الفرنسيون لاحقاً من دير كيفا الى قضاء بنت جبيل حيث سيحلون محل الجنود الغانيين التابعين لليونيفيل.
وقالت مصادر القوة الدولية إن ثلثي الكتيبة الفرنسية الاولى سيتمركزون في بلدة برعشيت في جوار بلدة بنت جبيل.
الى ذلك، رحّب سكان بلدة برعشيت الجنوبية بمجيء الجنود الفرنسيين في اطار اليونيفيل المعززة، لكن بشرط عدم تجاوزهم الخط الاحمر المتمثل في نزع سلاح حزب الله.
وقال رئيس بلدية برعشيت محمد اسماعيل، إن «هدف الحرب كان التخلص من سلاح حزب الله، لكن اسرائيل اخفقت في ذلك». وأضاف: «اذا كانت القوة الدولية او الكتيبة الفرنسية تريد تولّي هذه المهمة بدلاً من اسرائيل، فأنا متأكد أنها ستفشل، سنكبدها خسائر تفوق تلك التي لحقت بالإسرائيليين».
ومن اصل 3500 شخص يقيمون في برعشيت، لازمها ألفان خلال الحرب، فيما لجأ الباقون الى بيروت او مناطق اخرى. وبعض السكان لا يزالون يبحثون بين انقاض منازلهم عن لوازم شخصية غير آبهين لخطر القنابل العنقودية التي خلفتها اسرائيل. وأوضح اعضاء بلدية برعشيت أن القصف الذي تعرضت له البلدة اسفر عن خمسة قتلى ونحو عشرة جرحى.
(رويترز، ا ف ب )