عمر نشابة
أظهرت دراسة مقارنة لحركة الجريمة وتطورها أنّ الحوادث المدوّنة في لبنان ارتفعت بشكل ملحوظ بين النصف الأول من آب الماضي والنصف الثاني من الشهر نفسه. فبعدما كانت حوادث النشل قد بلغت 24 حادثة أصبحت 44 وسجلت بيروت أعلى نسبة منها (27 حادثة)، فيما توزعت بقية الحوادث على محافظتي جبل لبنان (16 حادثة) والبقاع (حادثة واحدة). ومما قد يفسّر ارتفاع نسبة الجريمة في بيروت هو النزوح السكاني الكثيف إليها من مناطق البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية حيث انخفضت نسبة الجريمة المحلية الى حدّ انعدامها شبه الكامل، في الجنوب تحديداً، واستُبدلت بالجريمة الدولية الاسرائيلية. فخلال العدوان سجّلت أرقام منخفضة جداً للجرائم المحلية في الجنوب بسبب غياب الشرطة وإخلاء بعض المخافر وإصابة البعض الآخر من جرّاء الاعتداءات الاسرائيلية، بينما اكتظّت بعض المناطق البيروتية بالسكان والنازحين وزادت بالتالي نسبة الحوادث المدوّنة وهذا أمر طبيعي ومتوقَّع. أما حوادث السلب فقد ارتفعت من حادثتين إلى 12 حادثة. وتوزعت الحوادث على المحافظات كالآتي: جبل لبنان (7 حوادث)، البقاع (4 حوادث) وبيروت (حادثة واحدة). وسُجل القسم الأكبر من حوادث السرقة التي ارتفعت من 17 حادثة إلى 26 في جبل لبنان (11 حادثة). وارتفعت حوادث سرقة السيارات من 45 إلى 54 سيارة. وسجلت محافظة جبل لبنان أعلى نسبة من السيارات المسروقة (23 سيارة). إن أحد أسباب ارتفاع معدل الجريمة في جبل لبنان أكثر من غيرها من المحافظات اللبنانية هو عدم تعرّض المناطق السكنية والجبلية في محافظة جبل لبنان للقصف المركّز والتدميري الذي تعرّضت له محافظة الجنوب مثلاً أو حتى محافظة الشمال. فلم تتعرّض الشوف ولا ساحل المتن ولا جبال كسروان للقصف المركّز الذي طال مثلاً عكار وتربل والعبدة في الشمال مثلاً. وبالتالي كان عمل الشرطة في متابعة واجباتها يصطدم بصعوبات أمنية ولوجستية في تلك المناطق بينما كان الوضع في جبل لبنان مختلفاً.