علمت «الاخبار» من مصادر قانونية ان رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري تقدم بشكوى مباشرة ضد رئيس «حزب التوحيد اللبناني» الوزير السابق وئام وهاب بجرم القدح والذم وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والحض على الفتنة الداخلية.وأفادت المصادر ان المحامي محمد مطر بوكالته عن سعد الحريري قدم هذه الشكوى امس أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت عبد الرحيم حمود متخذاً صفة الادعاء الشخصي بحق وهاب وكل من يظهره التحقيق فاعلاً او محرضاً او شريكاً.
وتأتي هذه الدعوى على خلفية تصريح متلفز أدلى به وهاب يوم الجمعة الماضي وهاجم فيه بعنف الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة والأكثرية النيابية، واعتُبر كلامه تطاولاً وتهجماً على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من خلال قول وهاب: «ان لدينا اكثر من ألف شهيد سقطوا بالعدوان الاسرائيلي، ولا يعقل أن من نهب البلد اصبح شهيد الامة». وعلم ايضاً أن مستشار الحريري والمشرف على إعلام تيار «المستقبل» هاني حمود تقدم بشكوى مماثلة أمام القاضي حمود ضد صحيفة «الديار» بشخص صاحبها ورئيس تحريرها شارل ايوب بجرم القدح والذم من خلال مقالات وافتتاحيات نشرت في «الديار» في أوقات مختلفة اعتبرت بمثابة التحريض ضد «المستقبل» وإعلامه.
وينتظر ان يطلع القاضي حمود اليوم على هاتين الشكويين ويحيلهما الى النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف معماري لإبداء الرأي قبل ان يحدد موعداً لمباشرة التحقيق فيهما.
هذه الدعوى لم تكن الاولى وقد لا تكون الاخيرة، اذ سبق للنائب الحريري أن أقام دعوى مماثلة ضد الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية خلال شهر أيار الماضي بعد مقابلة تلفزيونية للأخير اكد فيها أن آل الحريري طلبوا منه بصفته وزيراً للداخلية اثر اغتيال الرئيس الحريري ان يعلن ان العبوة الناسفة التي أودت بحياة الاخير كانت موضوعة تحت الأرض ليتمكنوا من قبض التعويض المالي من شركة التأمين التي لا تدفع مثل هذا التعويض إذا كان الاغتيال ناجماً عن عملية انتحارية. وفيما تحفظت اوساط تيار المستقبل على الخوض في هذه الدعوى التي أصبحت ملك القضاء، علق الوزير السابق وئام وهاب عليها فقال لـ«الأخبار»: «إذا كان سعد الحريري قادراً على استعمال القضاء لتحقيق أغراضه فهو مخطئ، فالقضاء في لبنان لن يكون مطيّة لنا ولا له، لأن في القضاء اشخاصاً ضميرهم حي بعكس الكثيرين من أقطاب الاكثرية».
(الأخبار)