القوات الدولية توسع المنطقة المحتلة في شبعا وتمسح الحدود مع سوريا
تتجه المواجهة السياسية حول المهمة الفعلية للقوات الدولية في الجنوب من جهة، وعلى المعابر من جهة ثانية الى تأزم إضافي، في ضوء أزمة الثقة المستفحلة بين حزب الله ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وخصوصاً أن نواباً من تيارات عدة نقلوا في الأيام القليلة الماضية عن رئيس الحكومة قوله إنه «ليست لديه أي مشكلة في أن يكون الإشراف الدولي على المطار إشرافاً كاملاً وعلى المرفأ حتى حدود النقطة صفر على الشاطئ».
كذلك كشفت مصادر مطلعة أن وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت وجه رسالة إلى الحكومة الألمانية يطلب فيها خبراء متخصصين لمراقبة المطار ونقطة المصنع عند الحدود اللبنانية ـــ السورية. وإنه وعد باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتسهيل عمل هذه الفرق في هذه النقاط الحدودية. ليتبين أنه أعد لائحة تشكيلات جديدة في الأمن العام أخرج بموجبها عدداً كبيراً من الضباط ونقلهم الى مواقع، واقترح فريقاً كله من المحسوبين على تيار «المستقبل» وعلى آخرين يعملون عند وليد جنبلاط وسمير جعجع.
في هذه الأثناء نقلت أوساط ديبلوماسية من الأمم المتحدة أن مندوبين عن قوات اليونيفيل ينوون تعزيز الضغوط على الأجهزة الأمنية في لبنان بغية إحكام السيطرة عليها. وقد طلب المندوبون بيانات تفصيلية عن أجهزة الأمن العام وأمن الدولة وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وتشير الاتصالات الأولى الى“تمنع الأمن العام عن تلبية هذه المطالب بعدما كتب الدوليون الى إدارته رسالة تريد تفصيلات عن هيكليته وتقسيمه الإداري والمسؤوليات المنوطة بكل مكتب فيه، كما طلب الدوليون أيضاً كل ما في أدراجه من مذكرات أو ملفات حول الأشخاص الذين تم ترحيلهم من لبنان بسبب مشاكل تتعلق بانتهاء مدة صلاحية تأشيرات الدخول التي يحملونها أو لأسباب أخرى، وطلبوا أيضاً ملفات حول السيارات المسروقة في لبنان.
وذيل الفريق الدولي لائحة المطالب بضرورة أن تقدم إليهم التقارير باللغة الإنكليزية.
ميدانياً، كتب مراسلا “الأخبار” في البقاع عفيف دياب وشريف سريوي تقريراً عما شهدته أمس الحدود البرية مع سوريا في منطقة راشيا يؤكد أن «رزمة» من الشروط الدولية غير المعلنة، أو السرية، قد بدأ لبنان بتنفيذها ميدانياً حيث جال وفد من ضباط «دوليين» على طول «خط» الحدود مع سوريا في جرود راشيا.
وقالت مصادر لبنانية لـ“الأخبار” إن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أرسل الوفد الدولي لـ“الاطلاع على الإجراءات اللبنانية المتخذة على طول الحدود البرية مع سوريا في البقاع والشمال، وإن الجولة كانت فقط لقراءة حسن تنفيذ لبنان لإجراءاته الأمنية في منع تدفق الأسلحة من سوريا الى لبنان عبر معابر برية وعرة”.
وأوضحت هذه المصادر أن الوفد الدولي الذي جال على مدى أكثر من 6 ساعات، “راقب عبر مناظير خط الحدود مع سوريا والطرق الفرعية، والتقط الصور الفوتوغرافية، وزار نقاط المراقبة التابعة للجيش اللبناني. وشملت الجولة محور عيتا الفخار ـــ ينطا ـــ دير العشائر ـــ كفرقوق ـــ عيحا ـــ راشيا الوادي”.
ونفت المصادر أن تكون الجولة الميدانية «تنفيذاً للشروط الدولية في وضع مراقبين دوليين على نقاط حدودية مع سوريا... وهي تأتي من ضمن التعاون اللبناني في تنفيذ القرار 1701 فقط لا غير».
وكان ضباط من “الأمم المتحدة” قد عقدوا طوال فترة ما قبل ظهر أمس، سلسلة اجتماعات مع ضباط من الجيش اللبناني في قاعدة رياق الجوية. وعلمت «الأخبار» أنه جرى البحث في “كيفية التشدد في مراقبة الحدود البرية مع سوريا”. وأوضحت المعلومات أنه تم التوافق على «الاستعانة بطوافات للمراقبة الجوية عند اقتضاء الحاجة» ولم تكشف المعلومات ما إذا كان «التشدد، أو المراقبة» ستتم بمشاركة ضباط من الأمم المتحدة. موضحة أن «ضباط الجيش اللبناني قدموا شرحاً مسهباً عن الإجراءات الميدانية التي اتخذها الجيش على طول الحدود البرية”. وأكدت أن الوفد الدولي ركز في أسئلته على «نقطة المصنع الحدودية».
على صعيد متصل أكدت معلومات لـ“الأخبار” أن قوات الطوارئ الدولية بدأت إقامة «منطقة عازلة» على طول ما يسمى بـ“الخط الأزرق” في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
ويراوح عرض المنطقة العازلة بين 50 متراً وكيلومتر واحد. كما وجهت تحذيرات الى السكان بوجوب عدم الدخول الى هذه المنطقة العازلة تحت طائلة المسؤولية وتعرضهم لإطلاق النار من مواقع الاحتلال الإسرائيلي المجاورة.
(الأخبار)