أمضت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري يوماً «ميدانياً» في لبنان امس، تفقدت خلاله عناصر قوة «اليونيفيل» الفرنسيين في الناقورة ومرفأ بيروت، ودشنت الجسر الحديدي في الناعمة الذي اقامته وحدات من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي في حضور وزير الدفاع الياس المر. وفيما اقيم للوزيرة الفرنسية عرض عسكري رمزي قدمه جنود فرنسيون في الناقورة، لفت استعراضها «الشفهي» لقوات بلادها العاملة في الجنوب من خلال الكلمات التي القتها حيث تحدثت عن الاسلحة الثقيلة التي زودت بها هذه القوات، وبينها دبابات لوكلير، لجعلها «قوة رادعة وذات صدقية» على حد قولها.استهلّت الوزيرة اليو ماري جولتها بتحية مئات من عناصر قوة «اليونيفيل» الفرنسيين الذين تجمعوا في مرفأ بيروت، وألقت كلمة امامهم أكّدت فيها ان فرنسا ارادت ان تكون قوة الامم المتحدة التي تنتشر في جنوب البلاد «رادعة وذات صدقية». وأوضحت «انها تدرك الصعاب والأخطار التي تنطوي عليها مهمتهم، وأن فرنسا ارسلت حتى الآن 900 عنصر مجهزين بدبابات لوكلير في اطار قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، بهدف تعزيز وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل و«حزب الله» الشيعي عند الحدود بين لبنان والدولة العبرية. وسيبلغ العدد النهائي للوحدات الفرنسية الفي عنصر». ولفتت الوزيرة اليو ماري الى «ان الوحدات مزودة أسلحة ثقيلة». وذكّرت بأن بلادها اشترطت «ان تكون الاوامر المعطاة للجنود واضحة وقواعد التدخل متينة لتتمكن اليونيفيل من التحرك بفاعلية وحزم عند الضرورة». وأوضحت «ان بلادنا مصممة على اداء دور رئيسي من اجل استقرار لبنان وإعادة بنائه، والهدف هو تعزيز الامم المتحدة وطمأنتها، وأحياناً منحها الصدقية».
ثم انتقلت الوزيرة اليو ماري الى الناقورة، واجتمعت مع قائد القوات الدولية آلان بلّيغريني وكبار الضباط الفرنسيين. وأقيم للوزيرة الفرنسية عرض عسكري رمزي قدمه الجنود الفرنسيون في ساحة برج ايفل في الناقورة. وأعربت الوزيرة الفرنسية عن سعادتها لوجودها بينهم وقالت: «إن أي شخص يقترب من «اليونيفيل» من غير المعقول أن يمر من دون عقاب».
وتحدثت وزيرة الدفاع امام الاعلاميين، فقالت: «ان المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وسنعمل نحن والدولة اللبنانية من اجل الاستقرار والهدوء في هذه المنطقة». وجالت الوزيرة الفرنسية على الخط الازرق كما اطلعت على عدد من القرى والبلدات المدمرة بفعل العدوان الاسرائيلي خلال تفقدها عمل وحدة فرنسية من «اليونيفيل» متخصصة في نزع الألغام بالقرب من مروحين.
بعدها، توجهت وزيرة الدفاع الفرنسية الى بلدة الناعمة، حيث دشنت الجسر الحديدي الذي اقامته وحدات من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي فوق الاوتوستراد الساحلي عند بلدة الناعمة ــ حارة الناعمة، بمشاركة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع اللبناني الياس المر والسفير الفرنسي برنار ايمييه، وحضور النائبين محمد الحجار ونبيل البستاني، ورئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وإمام بلدة الناعمة الشيخ طارق مزهر، ورئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري.
وفي كلمة ألقتها في الحفل، لفتت الوزيرة الفرنسية الى «ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اراد أن يقوم بمبادرة استثنائية تجاه لبنان، فتم تقديم 15 جسراً من فرنسا سيتم تركيبها خلال اسابيع».
وتحدثت الوزيرة اليو ماري عن التضامن الوثيق بين فرنسا ولبنان لإعادة بناء لبنان، فقالت: «لقد وضعنا في تصرفكم كل طاقاتنا لرفع الحصار الرهيب عن مستقبل لبنان، ولندعمكم على الصعيد السياسي والانساني والعسكري».
وفي اشارة غير مباشرة الى عدم رغبة فرنسا التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، افتتحت اليو ماري كلمتها بالقول: «فرنسا تؤمن بلبنان سيادي مستقل يمارس سيادته على كل اراضيه ويحل بنفسه الخلافات التي تحصل»..
هذا وردّ وزير الدفاع الياس المر بكلمة شكر فيها «الدعم الاستثنائي الذي قدمته فرنسا للحفاظ على لبنان»، واصفاً افتتاح الجسر بـ«رسالة مهمة تبرز التعاون والتعاضد والتضامن والمسؤولية التي يضطلع بها بلدكم تجاه لبنان».
وحيّا «ذكرى استشهاد اكثر من 250 فرنسياً على الاراضي اللبنانية منذ اكثر من 26 عاماً، بينهم ديبلوماسيون وعسكريون».
من جهة اخرى قال الكولونيل آلان مارك احد مسؤولي الدعم اللوجستي للكتيبة الفرنسية لوكلير «فرانس برس»، إن اربع دبابات لوكلير ستتوجه الى جنوب لبنان مساء اليوم الثلاثاء، وستنطلق الدبابات من مرفأ بيروت في اتجاه بلدة دير كيفا تواكبها مدرعات، علماً ان مجموع دبابات لوكلير يبلغ ثلاث عشرة دبابة.
ومساء امس، التقت الوزيرة الفرنسية ابناء الجالية الفرنسية خلال حفل استقبال اقيم على شرفها في السفارة الفرنسية. كما أولم الوزير المر مأدبة عشاء رسمية في دارته على شرفها والوفد المرافق لها حضرها قائد الجيش العماد ميشال سليمان والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، والسفير الفرنسي برنار ايمييه. ومن المقرر أن تجتمع الوزيرة الفرنسية اليوم مع كل من الوزير المر ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، على أن تعقد مؤتمراً صحافياً بعد كل اجتماع.
(الأخبار)