طرابلس ــ صفوح منجد
تجمع القيادات السياسية في الشمال على التحذير من مغبة تصاعد حدة السجالات بين الأطراف والقوى السياسية الشمالية، التي زاد من حدتها في اليومين الأخيرين تصعيد لافت في «حرب البيانات واللافتات» التي تشن من طرف واحد.
ولا يوحي مضمون اللافتات التي انتشرت في عاصمة الشمال إمكان وضع حد قريب لهذه السجالات، وما يمكن أن تستثيره من غرائز. وقد ميّزت القوى السياسية بين نوعين من اللافتات التي اكتسحت شوارع الفيحاء وساحاتها العامة:
الأول عُلّق لمناسبة إقامة دورة رياضية من تنظيم تيار المستقبل تردد سابقاً أن زعيم التيار النائب سعد الحريري سيحضر حفلة افتتاحها. وتضمنت هذه اللافتات اشادة بمواقف الحريري «على خطى والده» الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووقّعتها جهات ومؤسسات معلومة.
أما الثاني فهو لافتات بتوقيعات مجهولة المصدر مثل «أبناء البلد»، و«أبناء التبانة الأوفياء» وغيرها من التسميات، تضمّنت شعارات غرائزية «تعزف على وتيرة تأجيج الصراعات المذهبية البعيدة كل البعد عن أصالة العائلة الطرابلسية المعروفة بوحدة انتمائها التاريخي والعروبي والوطني وعدم انغماسها يوماً في مستنقع الصراعات الطائفية والمذهبية، بل بقي الشارع الطرابلسي بقواه الحية والفاعلة نسيجاً وطنياً واحداً في كل النضالات الوطنية التي شهدها لبنان على مر العصور»، بحسب رئيس سابق للحكومة.
واللافت ان هذه اللافتات عُلّقت في أحياء التبانة ذات الكثافة السكانية السنّية، وفي الساحات والشوارع المجاورة لها، حيث نقل عن أهالي المنطقة انها تحظى بتأييد طرف سياسي معين.
وتوقفت الأوساط المحلية عند مضمون بعض اللافتات مثل «يا سعد يا عينينا... سلحنا والباقي علينا»، و«من علّم وعمّر ليس كمن...» ولم تذكر بقية الشعار باعتبار أن بقية الشعار لا تخفى عن قارىء اللافتة المذيّلة بتوقيع «أبناء البلد»، التي علقت في طريق الميناء.
وعلى رغم أن جهات محلية نقلت عن تيار سياسي فاعل في طرابلس نيّته دعوة أصحاب هذه اللافتات الى نزعها، إلا أن اللافتات لا تزال في مكانها.