إبراهيم عوض
آثر رؤساء الحكومات السابقون سليم الحص وعمر كرامي ونجيب ميقاتي ورشيد الصلح عدم اصدار بيان بعد الاجتماع الذي عقدوه في منزل الاول مساء امس والاستعاضة عنه بالاتفاق على مذكرة تفاهم في ما بينهم تدعو الى الوحدة الوطنية على ان تعلن في الاجتماع المقبل لهم، الذي تقرر عقده صباح الثلاثاء المقبل.
وكان المجتمعون قد تنادوا الاسبوع الماضي الى اللقاء بمبادرة من الحص للبحث في ما آل إليه الخطاب السياسي من إسفاف والدعوة الى التعقل واعتماد لغة الحوار المنطقي والموضوعي لحل المشاكل المشكو منها.
وبعد الاجتماع الذي استغرق حوالى ساعة وتغيّب عنه رئيس الحكومة الأسبق أمين الحافظ لدواع صحية أدلى الرئيس الحص بتصريح مقتضب قال فيه: « خصص الاجتماع لمناقشة مختلف القضايا التي تشغل اللبنانيين هذه الايام، وقررنا ان نعقد الاجتماع التالي عند الحادية عشرة من صباح الثلاثاء المقبل للاتفاق على مذكرة تفاهم في ما بيننا، على ان يعمد كل منا الى القيام بالمساعي اللازمة لضم اكبر عدد ممكن من القوى السياسية حول هذا التفاهم، توصلاً الى استعادة القدر الحيوي من الوحدة الوطنية المنشودة».
«الأخبار» سألت الرئيس الحص عن الأسباب التي حدت الى استبدال البيان الذي كان يتوقع صدوره بمذكرة تفاهم تعلن الأسبوع المقبل فأوضح أن المجتمعين وجدوا أن من الأفضل اطلاق هذه المذكرة الداعية الى الوحدة الوطنية والتي ستكون على غرار مذكرة التفاهم الموقعة بين رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع فارق ان المذكرة التي نعمل لها تدعو الى ضم قوى سياسية أخرى من جميع الطوائف.
وفيما نفى الحص وجود خلاف بين رؤساء الحكومات السابقين أملى هذا التبدل أوضح انه تم الاتفاق على مضمون المذكرة «إذ إن جل همنا هو الوحدة الوطنية والحرص على سلامتها وتعزيزها».
ورداً على سؤال عما اذا كان الاجتماع قد تطرق الى الحالة السنية قال الحص انه لم يؤتَ على ذكر هذا الموضوع من قريب ولا من بعيد وخصوصاً ان توجهنا ليس طائفياً» متسائلاً: «كيف نبحث في مسائل طائفية فيما نحن ندعو الى الوحدة الوطنية».
من جهته قال الرئيس عمر كرامي لـ«الأخبار» انه «جرى خلال الاجتماع مناقشة الأفكار التي ستتضمنها المذكرة وأورد كل منا ملاحظاته حولها. وقد تركنا للرئيس الحص مسألة صياغتها». وأكد انه سيصار الى التوقيع على هذه المذكرة من قبلهم كما سيصار إلى دعوة جميع القوى السياسية للتوقيع عليها أيضاً. وامتنع كرامي عن الكشف عن فحوى المذكرة.
بدوره قال الرئيس رشيد الصلح لـ«الأخبار» انه شدد خلال اللقاء على ضرورة ان تتضمن مذكرة التفاهم الدعوة الى التضامن بين اللبنانيين وتجاوز خلافاتهم والعمل معاً لإنقاذ الوطن، لافتاً الى ان المؤامرة الاميركية الإسرائيلية ما زالت تستهدف لبنان «وبات واضحاً للجميع ان الغرب لا يحب العرب ولا الإسلام».