لامبالاة بتهديدات إسرائيل ونصر الله خطيباً وحيداًامال ناصر

يبدو أن الحرب الإسرائيلية على حزب الله لم تفتّ من عضد هذا الحزب الأكثر تنظيماً في لبنان، بل زادت من جهوزيته واستعداده لمواجهة كل ما من شأنه أن يسلب وهج الانتصار، سواء داخلياً أم خارجياً، وليس آخرها التهديدات الإسرائيلية باستهداف المكان الذي يتوقع أن يطل منه الأمين العام للحزب حسن نصر الله، احتفالاً بالنصر. وهي تهديدات تعزوها مصادر المنظمين الذين يبلغ عددهم ثلاثة آلاف عنصر، إلى «رغبة الإسرائيلي والأميركي في تقليص أعداد المشاركين في مهرجان الانتصار» الذي دعا اليه نصر الله شخصياً عبر قناة المناروتضيف المصادر "إن هذه الرغبة في تقليص عدد الحضور يريدها الأميركيون بشدة كي تعطيهم بعض الصدقية لما دأبوا على ترويجه أخيراً عن ضعف الحزب وتراجع شعبيته بعد العدوان الأخير على لبنان، لعل ذلك يسهم أيضاً في تزخيم معسكر الأكثرية الموالية لهم في لبنان والتي أبت الاعتراف بهذا النصر معتبرة إياه هزيمة لها».
وتحدثت المعلومات عن احتمال حضور رئيس الجمهورية إميل لحود وحوالى 60 نائباً لبنانياً وشخصيات عربية. وفي هذا السياق أكدت مصادر معنية لـ"الأخبار" أنه لم تعد هناك حجوزات الى لبنان نتيجة الإقبال الكثيف على السفر ليوم واحد الى بيروت غداً الخميس للمشاركة في الاحتفال. فيما وصفت مصادر في شركة «الميدل إيست» الأسبوع الجاري بأنه «ضاغط».
وعما إذا كان المهرجان سيتحول الى استعراض للقوة، تجيب مصادر المنظمين بأن «أي انتصار لا بد أن يعقبه احتفال. ونحن لم نحتفل بعد ومن حق الناس والجمهور المؤيد للمقاومة أن يعبر عن ابتهاجه وتمسكه بنهج المقاومة».
وفي جولة ميدانية للاطلاع على التحضيرات اللوجستية، تبين أن مساحة الأرض البالغة مئة ألف متر مربع والواقعة في منطقة الجاموس ـــ الحدث تعود ملكيتها الى عائلات لبنانية عدة ومنها شدياق وطه، وهي الساحة الأكبر في تاريخ المهرجانات التي شهدها لبنان، وقد جهزت لاستقبال حشود المحتفلين بالنصر من كل المناطق والطوائف، والتي يتوقع بعض المراقبين أن تفوق المليون. وكشفت المصادر أن الاختيار وقع أولاً على المربع الأمني للحزب في منطقة حارة حريك، إلا أن المنظمين رأوا أن المكان لا يتسع لأعداد الحضور المتوقعة.
وجهزت منصة تتسع لحوالى ثلاثة آلاف شخصية تمثل تيارات وأحزاباً سياسية وقوى وفعاليات مختلفة. كما استحدثت ساحات أخرى جانبية رديفة وشوارع من أجل استيعاب الحشود زودت مكبرات صوت. وكان الاتجاه أن يتم تجهيزها بشاشات عملاقة ثم استبعدت الفكرة بسبب مشكلة الإضاءة كون المهرجان سيجرى نهاراً. وتم إحضار ربع مليون كرسي لتوزيعها في الساحة الرئيسة، فيما تركت المساحة الباقية على حالها لاستيعاب أعداد إضافية يتوقع مشاركتها.
وعلم أن برنامج الاحتفال يقتصر حتى الآن على كلمة للسيد حسن نصر الله وأناشيد لفرقة الولاية، مع احتمال إجراء تعديلات في اللحظات الأخيرة وفقاً لما يرتئيه الحزب.
وتسهيلاً للوافدين من الجنوب والبقاع والشمال، وضع حزب الله بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، خطة سير وخصص ممرات للقادمين من هذه المناطق تفادياً للازدحام. وسيتولى الحزب تزيين الطرقات ومداخل العاصمة ووضع الإعلانات الخاصة بالمناسبة.
تجدر الإشارة إلى أن المنظمين تحفظوا عن ذكر أعداد عناصر الأمن الحزبية المولجة بأمن المهرجان. الا أن اللافت أن المنظمين لم يأخذوا في الاعتبار الحديث عن تهديدات إسرائيلية بل كانوا يردون على أسئلتنا هذه بابتسامة ساخرة وبالقول: «شعب المقاومة تحدى الموت، وخرج من تحت الأنقاض هاتفاً بحياة السيد نصر الله والمقاومة». وقد دعت عدة أحزاب وتنظيمات سياسية الى المشاركة الكثيفة في المهرجان.