أكّد أمس مسؤولون في الامم المتحدة أنّ اسرائيل نثرت ما لا يقل عن 350 ألف قنبلة عنقودية غير منفجرة في جنوب لبنان، معظمها بعدما شارفت الحرب على الانتهاء، تاركة إرثاً مميتاً للمدنيين.وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان ديفيد شيرر، في مؤتمر صحافي في بيروت: «الحقيقة الفظيعة هي أن كل هذه الذخائر تقريباً اطلقت في آخر ثلاثة أو أربعة أيام من الحرب». وقال بيان الأمم المتحدة إن العدد 350 ألف قنبلة غير منفجرة يستند إلى تقارير لجنود اسرائيليين، ولا يشمل اطلاق القنابل العنقودية من المدفعية التقليدية والطائرات.
وقال مدير مركز الامم المتحدة لنزع الالغام والقذائف غير المنفجرة في جنوب لبنان كريس كلارك، ان خطر القنابل العنقودية في الجنوب «واسع النطاق ولم يسبق له مثيل في رأيي».
وقدمت اسرائيل معلومات عامة بخصوص الاماكن التي تعتقد أن فيها ذخائر لم تنفجر. لكن كلارك قال إن الخرائط التي قدمتها القوات الاسرائيلية إلى الأمم المتحدة عند انسحابها من الجنوب «لا جدوى لها بالمرة» في اعمال نزع الالغام.
وقال في مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة في جنيف «طلبنا من خلال قنوات عدة ان يقدم قادة هذه الوحدات معلومات تفصيلية عن الضربات. ولم نتلق هذه المعلومات حتى الآن».
ولم تحدد الامم المتحدة حتى الآن سوى 516 موقعاً اطلقت فيها قذائف عنقودية في المنطقة. وتقول إن ما بين 30 و40 بالمئة من العبوات المتفجرة التي نثرتها تلك القذائف في الجنوب لم تنفجر. وتقول الامم المتحدة إن أعمال التطهير قد تستغرق 30 شهراً.
ويقول شيرر، إن القنابل العنقودية قتلت او جرحت ما معدله ثلاثة اشخاص في اليوم منذ انتهاء الحرب في فترة قتل خلالها 15 شخصاً، من ضمنهم طفل، وأصيب 83 شخصاً بينهم 23 طفلاً.
وكانت حصيلة القنابل العنقودية أمس جرح ثلاثة لبنانيين، بينهم نقيب في الجيش وجندي، نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الجيش الاسرائيلي بالقرب من مركز للجيش اللبناني في بلدة البازورية في قضاء صور جنوب لبنان. وقال مصدر أمني إنّ انفجار القنبلة العنقودية ادى الى جرح كل من النقيب محمد عيد، والجندي الباش شهدا والمواطن صلاح دامرجي.
(رويترز، يو بي آي)