عادت قضية محاولة تفجير محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولن الألمانية الى صدارة الاهتمام والمتابعة لدى السلطات اللبنانية والألمانية في ضوء التطورات التي يشهدها التحقيق وما يحكى عن أدلة واعترافات ما زالت طي الكتمان. أفادت مصادر قضائية أن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا في صدد إرسال بعثة قضائية أو أمنية الى ألمانيا لاستجواب اللبناني ي. ح. د. والسوري ف. ص. الموقوفين هناك بتهمة محاولة الاعتداء بالمتفجرات على محطة قطارات في مدينة كولن غرب ألمانيا في 31 تموز الماضيوكانت السلطات الألمانية أرسلت برقية الى لبنان أبدت فيها استعدادها لاستقبال بعثة لبنانية وتمكينها من استجواب الشخصين المذكورين، استجابة لطلب القضاء اللبناني وتعزيزاً للتعاون القائم بين البلدين منذ إحباط هذه العملية في 31 تموز. وعلمت "الأخبار" من مصادر مطلعة أن البرقية الألمانية طلبت أن تضم البعثة رئيس مكتب مكافحة الإرهاب في قوى الأمن الداخلي العقيد منذر الأيوبي ومساعده المقدم حسين خشفة للقيام بمهمة استجواب الموقوفين المذكورين، إلاّ أن القاضي ميرزا رفض ذلك لأن تعيين البعثة وأعضائها من اختصاص القضاء اللبناني وليس أي جهة أخرى. وينتظر أن يستجوب قاضي التحقيق الأول في بيروت القاضي عبد الرحيم حمود يوم الثلاثاء، المقبل الأشخاص الأربعة الموقوفين في لبنان بتهمة الاشتراك في هذه القضية: "ج.ح"، "خ.ح.د"،خ.ب" و"أ.ح" ويجري مقابلات بينهم، بعدما كان استمع أمس الى إفادات خمسة شهود.وكان "ج.ح" و"ي.ح .د" وإثر فشل العملية فرّا من ألمانيا ليعودا الى لبنان عبر تركيا إلاّ أن الثاني رجع الى ألمانيا لأسباب مجهولة حيث اعتقل في مدينة كييل ووضع في سجن موابيت في برلين بعد التحقيق معه، فيما وصل الأول الى لبنان، وسلّم نفسه إلى الشرطة بعد ثلاثة أيام من عودته عندما علم أن القوى الأمنية تبحث عنه. وسبق لوكالتين أجنبيتن أن ذكرتا أن الشرطة الألمانية تعرفت إلى هويات المشتبه فيهم من خلال شريط فيديو تسلمته من الاستخبارات العسكرية اللبنانية، علماً أن السلطات الألمانية كانت رصدت مبلغ 50 مليون يورو لمن يقدم معلومات عن المتورطين في العملية. وأكدتا أن التحقيق الذي أجرته السلطات الألمانية لم يثبت انتماء الشخصين المذكورين الى تنظيم القاعدة، لكنهما كشفتا أنه عثر في شقة "ج.ح" في كولن على معدات يستخدمها في تصنيع العبوات الناسفة، فيما قالتا إن "ي.ح.د" كان ناشطاً في التظاهرات التي شهدتها ألمانيا في شهر شباط الماضي احتجاجاً على الرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرت في وسائل إعلام أوروبية. وذكرت مجلة درشبيغل الألمانية أنه لو قدر لهذه العملية النجاح لكانت أسوأ عملية إرهابية في تاريخ ألمانيا.
(الأخبار)