فاتن الحاج
«ما الجدوى من الدفع في «الليبان بوست»؟» سؤال يلح مجدداً على طلاب الجامعة اللبنانية هذا العام بعد زيادة تعرفة خدمة المعاملة الواحدة من 3000 ل.ل إلى 5000 ل.ل. الطلاب الذين يعانون أصلاً من آلية الدفع لا يجدون مبرراً للزيادة في ظل تفاقم الأزمة الإقتصادية بعد العدوان. قد يبدو للمراقب أنّ الزيادة «مش حرزانة» ولا تستأهل كل هذه الضجة. الأمر يكون صحيحاً إذا ما قيس بشكل إفرادي أما في حال «ضربنا» التعرفة بعدد طلاب الجامعة الذي يصل إلى 65 ألفاً كحد أدنى، فالأمر يصبح مختلفاً.
ويتجدد التساؤل: ألم يكن من الأجدى أن توفر الجامعة هذا المبلغ وتستفيد منه في تعزيز ميزانية أبحاثها أو تطوير مكتباتها أم أنّها عقوبة للطلاب وجامعتهم الوطنية؟!
لا جواب يأتي من إدارة الجامعة عن أسئلتنا إذ لم نوفق، بعد اتصالات متكررة، بالمسؤول الذي يحدثنا عن الإجراء وأسباب الزيادة، وكل ما عرفناه أنّ الزيادة وردت في مذكرة تطلب من الكليات الإلتزام بها.
وكان إجراء الدفع في «الليبان بوست» قد بدأ في العام الجامعي 2004-2005، تحت حجة تسهيل المعاملات وتخفيف «العجقة»، وبعد حدوث أكثر من مشكلة مع أكثر من محاسب لجهة صرف الأموال.
غير أنّ أيّاً من تخفيف الضغط لم يحدث، بحسب الطلاب الذين شكوا من ضياع الوقت والجهد والمال في المعاملات، وهم يضطرون للذهاب أكثر من مرة إلى الجامعة عند دفع رسم مباراة الدخول أو التسجيل.
وفيما يتذمر الطلاب من عدم استقبال معاملاتهم بعد الساعة الواحدة في بعض مكاتب «الليبان بوست»، تؤكد مصادر الشركة أنّ المكاتب تستقبل الطلاب حتى الخامسة من بعد الظهر وتفرز في كل مكتب موظفاً أو موظفيْن للإهتمام بهم وتقديم هذه الخدمة الموسمية. توضح المصادر أن الضغط يحدث في المكاتب القريبة من فروع الجامعة حيث يتهافت الطلاب، علماً أنّ باستطاعتهم أن يسددوا الرسوم في 53 مكتباً منتشرة في كل لبنان. كما أنّ الطالب ليس مجبراً على تقديم المعاملة بنفسه بل بامكانه تكليف أحد بذلك.
وعن المهلة المعطاة للطالب لتسديد المبلغ، أي ثلاثة أيام، ترى المصادر أنّ الجامعة تستطيع أن ترفع المدة إلى خمسة أيام، وإن كانت تعتقد أنّ الطالب ينتظر حتى اليوم الأخير لدفع المتوجبات.
وحول الشكوى من الأعطال الفنية التي تحدث في الأجهزة وتؤخر الدفع، تقول: «لا يمكن تحميل المسؤولية للموظف الذي يبذل قصارى جهده لخدمة الزبون، والأعطال طبيعية نتيجة الضغط، ومع ذلك هناك فريق تقني حاضر لمعالجة المسائل خلال ربع ساعة»
تكشف المصادر ، أخيراً، أنّ مكتباً يتم تجهيزه سيفتتح قريباً في حرم الجامعة في الحدث الذي يضم 30 ألف طالب لتسهيل المعاملات وتخفيض تكاليف المواصلات.