strong>تنوّعت هذا العام مواضيع مشاريع الصحافة المكتوبة، في كلية الإعلام والتوثيق الفرع الثاني (الفنار). فتضمّنت القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية، وكان معظمها يحاول تقديم مفهوم جديد، أو تبنّي مفهوم قديم يبيّنه عبر وسائل جديدة.
نادر فوز

ناقش طلاب السنة الثالثة مشاريع تخرجهم يوم 12 تموز 2006، يوم حصول عملية “الوعد الصادق”. لكن النتائج تأخّرت إلى ما بعد انتهاء العدوان.
يذكر أنّه لم يسمح للطلاب هذا العام بالعمل الجماعي. وأُلزِم الطلاب بمشاريع تخرج متخصصة بموضوع واحد.
“ER” هو عنوان مجلة الطالبة ديما عيدي التي عالجت عبر 48 صفحة قضية الأخطاء الطبية في لبنان. فطرحت مواضيع عديدة منها قانون الآداب الطبية والعقوبات الجزائية، وقدّمت العديد من الروايات عن أخطاء طبية أودت بحياة بعض الأشخاص، وتسبّبت بإعاقة آخرين. “حاولت قدر الإمكان الابتعاد عن كل ما له علاقة بالسياسة”، تقول ديما، فاختارت هذا الموضوع على أساس أنه جديد وغير مستهلك. تعرف ديما العديد من الأشخاص الذين وقعوا ضحية الأخطاء الطبية، وإنّ الموضوع لفتها عند متابعتها إحدى حلقات “مع ماغي” التي تناولت الموضوع نفسه.
وكما كان مطلوباً، قدّمت ديما هذه القضية عبر كل أنواع الكتابة الصحافية، بحيث أنها أتمّت أيضاً دراسة عن أنواع الأحكام الطبية في العمليات الجراحية. فتقول إنها “استهلكت كل الأبواب” محاولةً إعطاء الموضوع حقه “لأنه بيستاهل”. وعن كلفة مشروع التخرج هذا، تقول ديما إنها لم تتكلف إلا حوالى مئة دولار ثمن الطبع، لأنّ أختها ساعدتها في عملية الإخراج والتنفيذ التي تمت في ثلاثة أيام. لكنّ الجهد الأكبر، بحسب ديما، تمثّل في العمل أكثر من شهرين للحصول على المعلومات وإتمام المقابلات وقبول بعض “الضحايا” بالتحدث. تبدو ديما راضيةً عن مشروعها، وهذا ما أكّده الدكاترة في جلسة المناقشة.
أمّا ترايسي شاكر، التي اختارت موضوع الحرب الأهلية في “ذاكرة الحرب”، فتعتقد بأنّ الشعب اللبناني لم يتعلم من هذه الحرب شيئاً، فتقول إنّ “الاصطفافات الطائفية لا تزال حتى اليوم”. فقررت العمل على تقديم نتائج هذه الحرب. وكانت مشاركتها في ورشة عمل عن “الحرب الأهلية”، إضافةً إلى الواقع الذي تجد نفسها فيه، العامل الأساسي وراء إكمال مشروعها.
في البداية، لم يشجعها الدكتور جورج صدقة، أحد الأساتذة المشرفين على مشاريع التخرج، على المضي في مشروعها لأنّه “لا آفاق لهذا الموضوع”، لكنها أكملت وقالت “كنت أشعر بأنّ هناك قيمة لهذا الموضوع”.
تشدّد ترايسي في مجلتها على ذاكرة الحرب وعلى أهمية تجاوز ذهنية الحرب الأهلية وضرورة بناء إنسان جديد. عملت لأكثر من شهر، فأجرت المقابلات اللازمة وجمعت المعلومات الأساسية ووضعتها في 18 صفحة. كلّفها المشروع 200 دولار.
“العلمانية؟” هو عنوان مشروع ليال حداد. “لأن العالم لازم يعرفوا عنه وخاصةً هون بالجامعة”، تقول ليال عن سبب اختيارها لهذا الموضوع. فهي تعتقد بأنّ العلمانية هي الحل الأول للأزمات المتلاحقة في لبنان. حاولت من خلال مشروعها عكس صورة إيجابية للعلمانية التي تلقى نسخةً مشوّهةً لها في المجتمع. ساعد ليال وشجعها الدكتور جيروم شاهين، أحد الأساتذة المشرفين على المشاريع، و“أحد المناضلين في سبيل العلمانية”، كما تصفه. أبواب عديدة تطرّقت لها في “العلمانية؟”، فشرحت ماهية العلمانية وأنواعها، وتأثير غيابها عن المجتمع والدولة. ووضعت تصوّرات عدّة لتطبيقها في لبنان، إضافةً إلى تقديم معايير للعلمانية. كانت اللجنة الفاحصة راضيةً نوعاً ما عن عمل ليال، باستثناء أحد الدكاترة الذي أبدى تحفّظه على الموضوع، “ربما لأنه يخالف مبادئه”، كما تقول. لم تتكلف ليال إلا مئة دولار لطبع عشرة أعداد، فقد ساعدها بعض أصدقائها في إخراج المجلة.
صدرت نتائج امتحانات الفصل الثاني للسنة الثالثة في “الإعلام 2”، وطلاب “الإعلام 1” لم يسلّموا بعد مشاريعهم! فإلى متى سينتظر هؤلاء قرار إدارتهم في كيفية معالجة أزمة تسليم المشاريع، بعدما توقّفت بسبب العدوان؟