أكدت أوساط مؤتمر المسيحيين المشرقيين في بيروت أن الوثيقة التي ستصدر عن المجتمعين لن تتضمن أي بند يشير إلى الكلام الأخير للبابا بينيديكتوس السادس عشر، الذي أثار عاصفة انتقادات عالمية لدى المسلمين. وعلمت «الأخبار» أن «سجالاً عنيفاً» دار خلال الجلسة الأخيرة بين الأمين العام للمؤتمر الدكتور زياد صبابني من العراق والأب ميخائيل دبوس من فلسطين على خلفيّة إصرار الثاني على الرد على منتقدي البابا بعنف، ما دفع صبابني الى التلويح بتقديم استقالته من الأمانة العامة للمؤتمر إذا ما تجاوب المؤتمر مع طلب الأب دبوس خشية أن يفجّر ذلك موجة من العنف الدموي بين أتباع الديانتين.وجاء كلام دبوس في معرض ردّه على اقتراح صبابني بأن يصدر المؤتمر اعتذاراً «باسم المسيحيين العلمانيين المشرقيين».
و كان المؤتمر انعقد في شكل طارئ في قاعة النادي الاسطفاني في محلّة مار الياس للبحث في تداعيات كلام البابا. وأشارت الأوساط الى تشنّج الأجواء وإلى محاولات أحد الكهنة اللبنانيين المستمرة لتجنّب الانقسام والتطرف الكلامي، طالباً من الأب دبوس الذي قتل شقيقه العام الماضي على أيدي أصوليين من «القاعدة» في العراق أن «يتجرّد عن مشاعره الشخصية من أجل السلام العام بين الشعوب». وشارك الكاهن اللبناني عدداً من زملائه في محاولة إنقاذ المؤتمر من الفشل، إلا أن جوّ التشنّج والغياب المتعمّد للرئاسة عطّلا السير في جدول الأعمال، إضافة الى انسحاب عدد من الأعضاء. وختمت الأوساط بالتأكيد أن هذه الجلسات نسفت المؤتمر، وأن الوثيقة التي كان مزمعاً أن تصدر عن المؤتمرين سيصار الى تلخيصها و تسليمها الى المرجعيات الروحية بعيداً من الإعلام.
(الأخبار)